تحوّل البلاستيك في الآونة الأخيرة إلى العدو الأول للحياة على كوكب الأرض، وفيما يلوّث شواطئ جزيرة بالي “فردوس إندونيسيا” ويكاد يحرمها من السياح، يسعى الهولنديون للتصدي لهذا الخطر من خلال تنظيم رحلات سياحية لجمع أكبر قدر من النفايات البلاستيكية.
ووصل التلوث الذي يهدد الحياة البحرية إلى أبعد مياه على الكوكب؛ إذ عثر فريق من العلماء بقيادة أميركيين مؤخراً على قطع متناهية الصغر من البلاستيك داخل عينات من لب الجليد في القطب الشمالي.
واستعان الباحثون بطائرة هليكوبتر للهبوط على الجليد والحصول على العينات خلال بعثة مدتها 18 يوماً عبر الممر الشمالي الغربي، وهو طريق محفوف بالخطر يربط المحيطين الهادي والأطلسي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنَّ 100 مليون طن من البلاستيك ألقيت في المحيطات إلى يومنا هذا.
وفي إندونيسيا تعمل جزيرة بالي على التصدي لانتشار البلاستيك الذي يلوث شواطئها ويكاد يحرمها من السياح، وهم أكبر مصدر رزق لها، وقد حظرت في إطار جهودها استخدام عيدان الشرب والأكياس البلاستيكية.
ويقصد ملايين السياح كلّ سنة شواطئ بالي الشهيرة التي تشتهر بممارسة هواية ركوب الأمواج والغوص في أعماق البحر، لكن هذه الجزيرة المدارية لم تنجُ من شرّ التلوث البحري الذي تشتدّ وطأته بشكل خاص في إندونيسيا.
وتظهر أشرطة فيديو لاقت تداولاً واسعاً جبالاً من النفايات تهوي على الشواطئ الأكثر استقطاباً للسياح، وبات هذا الفردوس الإندونيسي في خطر.
وقررت جزيرة بالي العام الماضي حظر البلاستيك الأحادي الاستخدام، لكن تطبيق هذا التشريع المحلي بقي معلّقاً حتى الأسبوع الماضي، عندما تمّ تذليل آخر العقبات في وجهه.
وفيما يشبه استثمارا للأزمة، نظّمت شركة “بلاستيك وايل” الهولندية رحلات تجوب قنوات أمستردام الشهيرة لجمع أكبر كمية ممكنة من النفايات البلاستيكية.
ورغم أن هذه الرحلات تنظم في أمستردام وروتردام فقط فإن المبادرة تلقى رواجاً أيضاً في الخارج.
ويقوم ركاب تلك الرحلات بـ”صيد البلاستيك” خلال جولة بالمركب تستمر ساعتين في قنوات المدينة، التي تعتبر من نقاط الجذب السياحي الرئيسية وجزء منها مدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها “اليونسكو”.
وتندرج جولات “بلاستيك وايل” في إطار كتيب أصدرته البلدية قبل فترة قصيرة، ويضع قائمة بالنشاطات “غير الاعتيادية” أملاً بتنظيم تدفق السياح الذين يحتلون المواقع الشهيرة بأعداد كبيرة.
وأكد مؤسس “بلاستيك وايل” ماريوس سميت، أن هذه الرحلات تسجل نجاحاً متنامياً، ففي 2018، شارك فيها نحو 12 ألف شخص، وسيزيد العدد في 2019، ويقول: “إنها طريقة مختلفة بالكامل لزيارة أمستردام”، وتابع: “فالشخص يكون على قنوات أمستردام الرائعة على متن مركب جميل، لكنه يقوم بشيء إيجابي أيضاً للقنوات وللمدينة فيجعلها أكثر نظافة”.
وحذر خبراء بيئة من أنَّ الصيد الجائر والتلّوث بالبلاستيك يُعرِّضان أسماك القرش المُفترِسة التي تعيش في البحار منذ ملايين السنين لخطر الاختفاء من البحر الأبيض المتوسط.
وقال الصندوق العالمي للطبيعة إنَّ أكثر من نصف أنواع أسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط مُعرَّضة لخطر الانقراض، وقد اصطيد ثلثها تقريباً، ما يزيد الأمر سوءاً.
وأشار الصندوق إلى تسجيل أكثر من 60 نوعاً من أسماك القرش العالقة في شباك الصيد عبر البحر المتوسط.