لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى أنه “في الايام القليلة الماضية خلال العيد عاش الناس في القرى والمدن في الجنوب بإطمئنان وراحة بال دون أي قلق وهذا أمر بالغ الاهمية”، وأضاف “نلاحظ في الجنوب حالة العمران الواسعة بأموال الناس وتعبهم وبأموال المغتربين الذين تشنّ عليهم أميركا وتوابعها حرباً مشينة، وهذا الأمن والأمان وفائض القوة الذي يشعر به الناس في الجنوب جاء نتيجة جهود وجهاد وتعب ومقاومة”.
وأشار الى أن اللبنانيين هم الذين صنعوا أمنهم في لبنان من موقع الكرامة والقوة والاقتدار وبالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة”.
كلام السيد نصر الله جاء خلال مهرجان الانتصار الكبير “نصر وكرامة” الذي أقامه حزب الله في مربع المواجهة والصمود في بنت جبيل بمناسبة الذكرى الـ13 لنصر لبنان الاستراتيجي في عدوان تموز 2006، حيث رحب بالحضور في حفل انتصارهم وصمودهم، وقال “من جمال المناسبة هذا العام أنها تقع بين عيد الاضحى وعيد الغدير”.
وأعلن أنه “بعد أيام قليلة لدينا عيد آخر في 25 آب حيث سنحتفل بعيد التحرير الثاني في بلدة العين البقاعية”.
السيد نصر الله: معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي صنعت الأمان في لبنان
وأوضح “لا أمريكا ولا المجتمع الدولي ولا الحماية العربية لهم المنة على لبنان في تأمين استقراره وحريته”، وأضاف “معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي صنعت الأمان والاستقرار في لبنان”.
ولفت الى أن “خوف العدو من شن حرب على لبنان لم يأت نتيجة خطابات وشعارات بل نتيجة عمل دؤوب منذ العام 1982 وإلى اليوم”.
ونبّه أن “مشروع الحرب على لبنان عام 2006 كان من المفترض أن يؤدي لسحق المقاومة في لبنان وسحقها في فلسطين وإسقاط نظام الرئيس الأسد في سوريا وتثبيت الاحتلال الأمريكي في العراق والقضاء على المقاومة هناك، إضافة لعزل إيران تمهيدًا لإسقاطها”، ولفت الى أن “حرب تموز 2006 توقفت لسبب واحد وهو إدارك الأمريكي و”الإسرائيلي” بالفشل في تحقيق نتيجة في هذه الحرب وخوفهم من “انقلاب السحر على الساحر””.
وإذ لفت الى أن “إسرائيل لو واصلت الحرب في 2006 لوصلت إلى كارثة عظيمة نتيجة الخسائر التي تعرضت لها في الحرب”، قال السيد نصر الله “أنا وإخواني كنا نناقش في أيام الحرب، وبعض القادة الجهاديين رفضوا وقف إطلاق النار ورغبوا أن تستمر لو لأسابيع لأن النتائج كانت ستكون مذهلة”، وأضاف “وافقنا على وقف إطلاق النار من أجل نسائنا ورجالنا وأطفالنا وشعبنا في القرى والبلدات ووضعهم الإنساني والاجتماعي”.
وأشار السيد نصر الله الى أن “الصهاينة وخلفهم الأمريكيين اتصلوا بأحد الوفود العربية في منتصف الليل طالبين وقف إطلاق النار بأي ثمن”، موضحاً أن “الذي أوقف الحرب هو قوة لبنان والمقاومة ولن يمن أحد علينا في العالم أنه أوقف الحرب علينا في 14 آب 2006”.
وذكّر أنه “كان هناك موقف سياسي رسمي مميز في حرب تموز مثله الرئيس إميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن لم يكن هناك وحدة وطنية حقيقية”، وأضاف “لو كان لدينا وحدة وطنية وانسجام داخلي حقيقي في حرب تموز لكنا في موقف من يفرض الشروط لوقف إطلاق النار”.
وبينما أكد أنّ “تأييد الله كان العامل الأساسي في انتصار تموز 2006 الأسطوري، حيث كانت ثلة من المجاهدين تواجه ألوية ومدرعات وسلاح جو الجيش “الإسرائيلي”، لفت الى أن “ما حصل في حرب تموز كان نصرًا من الله سبحانه وتعالى وليس له أي تفسير آخر”.
المقاومة لم تترك الصهيوني يخرج من المواجهة إلاّ تحت النار
وحول مربع المواجهة والصمود (عيناتا – بنت جبيل – مارون الراس – عيترون)، قال السيد نصر الله “لقد شهد (هذا المربع) واحدة من المعارك الكبرى في حرب تموز وهو محطة أساسية من المحطات الحاسمة في الحرب”، وأضاف “عين العدو كانت على مدينة بنت جبيل كونها كانت ستشكل إنجازًا معنويًا وعسكريًا يؤسس عليه لبقية الحرب”، ولفت الى أن وزير الحرب الصهيوني أصرّ على بنت جبيل إلى المكان الذي أقيم فيه احتفال تحرير عام 2000 ليلقي خطابًا يقول فيه للعالم أن “إسرائيل ليست أوهن من بيت العنكبوت” وفشل أيضًا”.
وأشار السيد نصر الله الى أن “المجاهدين قاتلوا جيش العدو عن بعد أمتار من بيت إلى بيت وفي ظروف عسكرية صعبة وأنزل الله النصر عليهم”، وتابع القول “المقاومة لم تترك “الإسرائيلي” يخرج من المواجهة إلاّ تحت النار، ولهذا قام العدو بارتكاب المجازر في القرى”، وأوضح أن “الجيش “الإسرائيلي” كان يريد تقديم إنجاز ميداني لكن الهزيمة في بنت جبيل جعلته ييأس من تحقيق أي إنجاز بري”.
ونوّه الى أن “المجاهدين والمضحين وأهالي القرى ثبتوا عقيدة بيت العنكبوت التي أراد العدو الإسرائيلي القضاء عليها”.
بثّ مباشر لتدمير الفرق “الإسرائيلية” في أي حرب مقبلة
وفيما أكد السيد نصر الله أن “المقاومة استفادت من تجربة حرب تموز 2006، ووضعت نظامًأ عسكريًا متطورًا للدفاع عن أرضنا”، لفت الى أن “العدو الإسرائيلي لا يزال عاجزًا منذ 13 عامًا في محاولة ترميم القوة البرية والثقة على صنع النصر”، وأضاف أراد الصهاينة في حرب تموز إنهاء كل حالات المقاومة في المنطقة، لكن اليوم بات لدينا محور مقاومة ممتد من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن”.
ووجه رسالة لكل “الألوية الإسرائيلية”، وقال سماحته “إذا دخلتم إلى أرضنا فإن كل بقعة منها ستكون على شاكلة مربع النصر أكثر من 500 مرة”.
وأضاف “فرق العدو ودباباتهم ستُدمر تحت شاشات التلفزة، وسيشاهد العالم البث المباشر لتدمير الفرق “الإسرائيلية” التي ستدخل إلى لبنان”، وأوضح أن “رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش “الإسرائيلي” سابقًا يعترف أن كيان العدو صغير وهش، وبعدد قليل من الصواريخ عالية الدقة يمكن لحزب الله أن يكبده ثمنًا باهظًا في أي حرب”.
وأشار السيد نصر الله أيضاً الى قول قائد الجبهة الداخلية الصهيوني بأن “الحدود بين الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية ستطمس في المراحل الأولى لأي حرب مقبلة مع حزب الله”.
وفيما أكد أنّه “يمكننا اليوم أن نستند على قوة محور المقاومة الذي نفتخر بالانتماء إليه”، لفت إلى أن “شهداء عملية الطعن في القدس يوم أمس الخميس هم نموذج من جيل فلسطين، جيل المستقبل والمقاومة”.
وعن المقاومة في سوريا والعراق واليمن، قال السيد نصر الله “سوريا صمدت في الحرب الكونية وتسير بخطى ثابتة نحو النصر”، وأضافت “انطلقت مقاومة قوية مخلصة في العراق أجبرت الأمريكيين على الخروج “، وتابع “اليمن اليوم في حالة من الصمود والثبات الأسطوري وهناك تباشير قرب هزيمة العدوان”.
ورأى أن “الاستناد على محور المقاومة سيؤدي لوقف العدوان على اليمن بفعل الصمود، وسيمنع العراق من العودة إلى الهيمنة الأمريكية”، وقال “بقوة جبهة المقاومة يمكن أن تعود القدس والمقدسات، وتبقى غزة عزيزة ويبقى الأمل يملأ قلوب الفلسطينيين”.
واعتبر أن “كلفة المقاومة أقل بكثير من كلفة الخضوع والمساومة والاستسلام”، وشدّد على أنه “بالمقاومة تبقى لك أرضك وكرامتك ونفطك وسيادتك وعرضك وشرفك، أما في المساومة يأخذون منك كل شيء”.
وعن محور المقاومة، قال السيد نصر الله “عندما بدأ الحديث عن حرب أمريكية على إيران، محور المقاومة هو الذي سيمنع الحرب من خلال موقفه المتماسك وصموده واستعداده لإعلانه لإشعال المنطقة”، وأضاف “ما يمنع الحرب المدمرة في المنطقة هو تماسك جبهة المقاومة”.
وأكد السيد نصر الله أن “الذي يدفع باتجاه الحرب في المنطقة هم نتنياهو والسعودية والإمارات وبعض دول الخليج، ونحن نريد وقف الحرب في اليمن وسوريا وأن نحافظ على الاستقرار في العراق ولبنان”.
وشدد على أن “ترامب أيقن أن إيران قوية ومقتدرة على المستوى العسكري وتملك الجرأة والشجاعة ولهذا امتنع عن شن حرب عليها”.