كتب زياد الزين
- كثيرة هي الوقائع غير المحسوبة والمحتسبة على ميزان التأقلم السياسي ، التي طرأت على مجريات ، مسيرة استعادة العافية في لبنان ، لجهة استكمال كافة الاستحقاقات الدستورية ، التي أمعن فريق لوقت تعدى السنتين، ليس لعرقلتها فحسب ، إنما لضرب كيانها الدستوري ، منعا من انسيابها وبالتالي خروج هؤلاء من دائرة القرار ، باعتبار أن أي منحى للشراكة يقصيهم عن الإرادة الوطنية ، وأي حفر آبار معطلة، يبقي لهم هامش مناورة على ضفاف الاستحقاقات.
- تنفس لبنان الصعداء ، ليس بالصدفة ، بل بمجموعة متغيرات سريعة ، لا سيما منها نجاح فريق ممانع بفرض وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان ، وتلقف دول عربية وأجنبية ، الوقف الحذر للأعمال العدائية ، والخوف من توسع الخروقات ، للعودة إلى نقطة الصفر ، كذلك عدم السماح لإسرائيل من تأويل بنود القرار ١٧٠١ في قرائتها التوسعية.
- كما نلفت لعدة معطيات ، في مقدمها التوصل إلى حل في غزة ، تسلم الرئيس الأميركي للإدارة، والتغير الفكري والعقائدي في سوريا قبل أن نذهب إلى التغير السياسي.
- السؤال المطروح اليوم ، هل يريد الحكم الجديد في لبنان ، أن تكون اليد ممدودة لأساليب برتوكولية ، في قيام نظام مشاركة صوري ، أم أن تتوفر قناعة تامة في أن الشراكة الكاملة وما تنطوي عليه ، هي النسق التلقائي لنجاح العهد والحكومة والبلد.
- لا يمكن التطلع بالورقة والقلم ، إلى هواجس فريق أساسي ومكون رئيسي في الحياة السياسية والأمنية وعالم الادارة وليس نقاط ضعف ولا انكسار بل الانفتاح الكامل على مكنونات القوة التي يمكن لهذا الفريق الوازن أن يقدمها ، لكي يبدع العهد في إنجازاته انطلاقا من عملية إعادة الاعمار ، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وقيام الدولة ومؤسساتها.
- أن من يقوم بالحوار ، رجل شيعي الهوية ، وطني الانتماء ، ليس في ميزان قراراته الاستراتيجية اي قواعد للعبة ضيقة ،محصورة بمنطق طائفي أو مذهبي ، فهو صاحب القول ، يجب أن ينجح لبنان ، وبالتالي مطلوب ملاقاة هذا النهج العقلاني الانفتاحي ، على عجل ، وترسيم حدود التشاؤم، لمصلحة حدود وطنية مفتوحة على طي صفحة تراكمات الماضي ومآسيه ، ويحق لأبناء هذه الطائفة الطيبة، التي تملك طاقات في لبنان والخارج ، أن تبني وتعمر وتجدد وتحدث ، وستفاجئ جميع من راهن على اخفاقها.