كتب زياد الزين
أخيرا، انقشع غبار تغير المناخ السياسي ، الذي حجب رؤية لعدد كبير من متخذي القرار في الداخل والخارج لأكثر من عامين لضرب استحقاق رئيسي على مستوى البلد ، المراد منه تسجيل غلبة راجحة لمشروع سياسي على آخر ، وفرض شروط وقواعد إعادة هيكلة هذا الاستحقاق ، ولا بد من تسجيل النقاط التالية:
- عندما كان السيد سليمان فرنجية مرشح الثنائي الوطني طيلة فترة العامين المنصرمين ، كانت المواقف تفريغ تياره من التمثيل المسيحي في مجتمعه وأنه مرشح مواجهة وليس مرشح توافق ، ويسجل للرجل هنا مواقفه الصريحة المطلقة تجاه تبني مشروع لبنان العروبي ومشروعية المقاومة، وبالتالي فإن عرقلة المضي بترشيحه كانت فئوية بحتة ، وقد أدت الكيدية عندها ، في أن تقوم هذه الفئة المنقسمة كحبة الفول إلى استجرار مرشح يعيش في عالم الخارج واسقاطه على تنوع الداخل ، رغم غياب التفاهم الكامل بين مكوناتها ، مما أدى إلى تعطيل مستدام.
- مراهنة فئة ما يسمى بالمعارضة على التغيرات والنتائج التي أضفت إليها حرب أيلول والانقلاب الذي حصل في سوريا ، وجرت محاولات لترشيح اسم يمثلها بشكل مباشر دون تورية ، والاتكال على وصاية ما ، لاحداث انقلاب داخلي يكون بموازاة العوامل المماثلة.
- عندما حدد دولة الرئيس نبيه بري عقد جلسة نيابية بتاريخ ٩ كانون الثاني جازما بأنها جلسة منتجة لانتخاب رئيس مهما كان عدد الدورات ، كان ملفتا جدا وصادما لكل اللجان الخارجية ، وعباقرة الداخل ، أن هذه الارادة التي حسمت الانتخاب بهذا التاريخ ، لم تكن عندها حرب إسرائيل على لبنان قد انتهت ، وهي رسالة ثقة راقية ، بأن لا يراهن احد على سقوط مشروع المقاومة ، وابتزاز طائفة بأكملها ، تحت عناوين وهنها واستضعافها في مرحلة ما بعد الحرب ، لأن نتائج الصمود فرضت تغيير كل المعادلات والرهانات.
- جاء وقت الاستحقاق ، وكان الشك والريبة سيدا الموقف حتى قبل يوم واحد من الاستحقاق بأن لا رئيس في ظل هذا التعدد في المرشحين ، وتناقض المواقف ، وعدم الحصول على وشوشة أذن وما يسمى بكلمة السر الخارجية التي غالبا ما تؤديها السفارات ، وحاليا هجرة الموفدين المتزاحمة.
- ترأس قبطان الوطن جلسة نيابية ، غير مسبوقة ، سيسجلها التاريخ في أدبيات السياسة ، وروزنامة الأيام المثقلة بتعب اللبنانيين ، وتباغض السياسيين ، وتقاطعات غير متوفرة خارجيا ، امتزجت كل عوامل التهديدات والفرص ، وما رف له جفن ، في مسؤولية انقاذ وطن ، في استحقاق داخلي يعبر به إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولاحقا النقدي والمعيشي ، وفي مقدمه إعادة الاعمار السريعة ، على قاعدة التناسق في الهدف والاسلوب ، كما ثبت أن انجاز الاستحقاق أعطى لبنان علامة خضراء في القدرة على العبور ولو كثرت المناكفات.
- ما جرى مدرسة في التاريخ والسياسة ، عندما تضرب مفهوم المناقصات السياسية السائد ، وعندما تتقصى حرية قائد من الوصايات، وفي الإقرار أن الإخراج يحتاج إلى مبدع….