تفتخر قرية “كالفت” التركية التي تعرف بقرية “الشقر” بابنها بوريس جونسون، الذي ينحدر أسلافه منها لكونه بات رئيس وزراء بريطانيا العظمى الجديد.
قرية كالفت التي تقع على بعد 50كم من العاصمة التركية أنقرة و 80كم من البحر الأسود، نشأت فيها جذور عائلة جونسون بين حقول القمح والمراعي الخضراء، وفق تقرير لصحيفة “صاندي تايمز” البريطانية.
تقول الصحيفة إن أغلب سكان القرية البالغ عددهم 3500 نسمة فلاحون أو رعاة، ويتجمع رجال القرية كل مساء لشرب الشاي وتجاذب أطراف الحديث عند عمدة القرية، وغالباً ما يكون حديثهم خالياً من الأخبار المهمة، ولكن هذه المرة الخبر غاية في الأهمية فقد أصبح واحد من أبناء القرية رئيساً للوزراء في بريطانيا.
وما تزال ست عائلات على الأقل تقيم حالياً في القرية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجد جونسون أحمد رضا أفندي.
وتحدثت الصحيفة إلى رجال القرية الذين تجمعوا للتعليق على هذا الخبر فقال لها ساتيلميس كاراتيكين، وهو سائق سيارة أجرة سابق يبلغ من العمر 65 عاماً: إن “بوريس جونسون تركي بحق، نحن فخورون به فقد جعل اسم القرية مشهوراً”.
ويقول كاراتيكين، الذي يعتبر نفسه من أبناء عمومة رئيس الوزراء البريطاني: “نريد أن يأتي بوريس لزيارة القرية، ولكن شعره غير مصفف، وعليه أن يذهب إلى الحلاق”.
تذكر الصحيفة البريطانية أن عائلة “كاراتيكين” التي يعتقد أن أصول جونسون تعود إليها، يُعرف أفرادها بالذكاء الحاد والميل إلى النكتة التي يتهكمون فيها على جيرانهم أحياناً.
وعلى الرغم من أن الكثير من سكان القرية مؤيدون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإنهم ضحكوا من أبيات شعرية كتبها بوريس جونسون عام 2016 يتهكم فيها على أردوغان.
ووفق الصحيفة فإن أهل قرية أسلاف جونسون يتميزون فضلاً عن الذكاء بالشعر الأشقر، فالطفل عمر ديمير، البالغ من العمر 14 عاماً، وهو من أحفاد أحد إخوة جد جونسون الأول يتميز عن غيره من الأطفال بشعره، ويتفق الجميع أنه يشبه بوريس، وقال والده للصحيفة: “إنه سريع البديهة، ومرح أيضاً”.
هذه قرية أسلاف رئيس الوزراء البريطاني. فجده الأكبر، أحمد رضا أفندي، ولد هنا في عام 1815 ولم يبق في القرية كثيراً، إذ سافر في عام 1830 إلى إسطنبول.
وفي إسطنبول صنع أحمد رضا الثراء له ولعائلته من بعده وانقطعت صلته وصلة أحفاده بالقرية إلا قليلاً، وكان آخر من زار القرية من عائلته هو ستانلي جونسون والد رئيس الوزراء البريطاني.
كما أن جدّه هو وزير الداخلية العثماني، عثمان كمال علي، إبان حكم السلطان محمد السادس، بين العامين 1918 و1922، وكانت نهايته الإعدام شنقاً والسحل في شوارع العاصمة أنقرة، بعد اختطافه من إسطنبول على يد قوات المقاومة التركية التابعة لمؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك، خلال حرب الاستقلال؛ لمحاكمته بتهمة العمالة للإنجليز.
وعندما تولى بوريس جونسون وزارة الخارجية عرض أهل القرية ذبح خروف احتفالاً به، ويقولون إنهم عند وعدهم اليوم إذا فكر رئيس الوزراء البريطاني الجديد في زيارة قرية أسلافه.