لم يرق للمدرس العراقي المتقاعد خميس علي رؤية العشرات من الطلاب يضيعون أوقاتهم في اللعب في الشارع أو في ألعاب الحاسوب، فبادر إلى افتتاح فصول تقوية يومية مجانية لهم في الهواء الطلق على نفقته الخاصة.
والتحق ما بين 40 و50 طالبا بالصفوف الدراسية اليومية التي ينظمها المدرس المتقاعد في الشارع المقابل لمنزله في مدينة كركوك شمال بغداد، وتستمر طوال العام الدراسي في البلاد.
وبدأ علي (70 عاما) التدريس للطلاب قبل شهر واحد، وقال إن الأفضل لهم الانضمام إلى الفصول اليومية المجانية والاستفادة من أوقاتهم.
موطن الأقليات
ويقول علي إنه يعلم تلاميذه أن مدينة كركوك هي موطن لجميع الأقليات دون استثناء.
ويوضح “أنا أدرسهم أنواعا مختلفة من العلوم حتى التربية الوطنية. وأهم شيء أعلمه في هذه الدورة أن كركوك هي مدينة الأخوة، وهي موطن للأكراد والتركمان والعرب والمسيحيين، وكيف تعيش هذه الأقليات معاً وتتعايش. جميعهم يعيشون في هذه المحافظة على قدم المساواة”.
وأشاد وليد خالد، والد أحد التلاميذ، بالدروس التعليمية قائلاً إن الأجواء فيها أفضل من القيود في المدرسة التي تفرض نوعا خاصا من الملابس فضلا عن ضغط المعلم، مشيرا إلى أن التلاميذ يكرهون القيود في المدرسة إما بسبب التدريس وإما بسبب الروتين القوي.
ويقول أحد الطلاب، ويدعى عبد الخالق وليد، إن التلاميذ يستفيدون كثيرًا من الدورة.