جال وفد من أعضاء جمعية الأطباء العرب – الأميركان NAMAA على مركزين لمؤسسة عامل الدولية، بهدف الاطلاع على نشاط المؤسسة الميداني وعملها مع الفئات الضعيفة منذ 40 عاما، في مختلف المناطق اللبنانية وأكثرها تهميشا، وفي سياق المؤتمر الذي نظم بالتعاون مع الجامعة الأمريكية.
استهلت الجولة من مركز عين الرمانة التنموي – الاجتماعي، حيث تعرف الزوار إلى أنشطة المركز الخاصة بتمكين النساء (السوريات والعراقيات واللبنانيات وغيرهن) في مجالي التنمية المهنية والدعم النفسي الاجتماعي في المركز، حيث تتنوع الدورات المتاحة لحوالى 600 امرأة سنويا، في مجالات الصناعات اليدوية واللغات والتكنولوجيا إلى جانب المهارات الاجتماعية والاستشارات النفسية.
تلى ذلك زيارة ميدانية لمركز مؤسسة عامل الدولية التنموي في حارة حريك، الذي تم افتتاحه عام 2009 كاستجابة لحاجات المنطقة وخصوصا في حارة حريك ومحيطها، ليتحول مقصدا لأبناء المجتمع المضيف والنازحين على حد سواء، وهو يخدم عشرات الآلاف من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وعراقيين وغيرهم ممن يستفيدون من برامجه المتخصصة في القطاعات التالية: الصحة والحماية والتعليم والتدريب المهني والأمن الغذائي.
ورحب مهنا بالوفد الزائر، وأثنى على استمرار التعاون بين المؤسستين منذ أعوام، اذ تم تقديم جهاز ماموغرافي ومعدات متطورة لفحص العيون في مركزي الخيام ومشغرة، ولفت في مداخلته إلى إن “مؤسسة عامل التي تساند الإنسان في لبنان عبر 25 مركزا و6 عيادات نقالة ووحدتين تعلميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع في بيروت، يعمل فيها 800 متفرغ، تعمل عكس الثقافة المهيمنة في العالم العربي المتمثلة بالعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة وشعارها الأساسي هو: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته السياسية أو الثقافية أو الدينية”.
وأوضح أنه “على الرغم من صعوبة العمل في المجتمع اللبناني الذي ينقسم بشكل طائفي وفئوي، إلا أن مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية التي تحمل ثقافة مدنية، استطاعت أن تعمل مع المجتمع المحلي والجهات الدولية وفقا لفلسفتها في العمل الإنساني، التي تعتبر الإنسان هو الهدف وهو المحرك في كل أمر بمعزل عن خياراته، وأن العمل مع الفئات الشعبية المهمشة هو المدخل الجوهري، في ظل النضال من أجل توزيع عادل للثروات محليا ودوليا واقامة دولة العدالة الاجتماعية”.
وأشار إلى أن “العالم يشهد انحدارا كبيرا في مجال القيم الإنسانية والعمل الاجتماعي نتيجة لتصاعد الخطاب الشعبوي والعنصري”، معتبرا أن “شعوب العالم بتضامنها وعملها سويا بمواجهة جدران الانغلاق، تستطيع أن تغير مصير العالم وأن تبني معا عالما أكثر عدالة وأكثر إنسانية”.
واشادت رئيسة الجمعية الدكتورة ربا علي بدور عامل وانجازاتها، واكدت “ضرورة العمل من اجل المزيد من التعاون المشترك بين NAAMA ومؤسسة عامل في السنوات المقبلة”.