كتب زياد الزين
- لا مجال للشك. في أن يوم الجمعة من كل أسبوع ، غير عادي ، استثنائي ، يتنازل الفرد عن كل الضغوطات الحياتية ، يلجأ إلى إعادة تأهيل الذات من خلال صلاة جامعة ، والاستماع والتماهي ، مع الأفكار التي يطرحها أئمة المساجد، الذين وفق الهيكل اللبناني المتنوع ، تكون هادفة ويتم تصويبها نحو الحالة الإنسانية المنطبقة على وقائع القهر والعذاب، في ملاحقة لقمة العيش الهاربة إلى حيث يتحكم الاحتكار ، وينصت المصلون قلبا وعقلا ، لنماذج العلاقات العائلية المعقدة ، كما لأجواء السياسة الحاضنة لكل الأهداف المستقبلية لوطن يعيش العجز حتى في سياسات النور ، حيث تغلب العتمة المرتهنة إلى سياسات خلل وعدم توازن وانفراط عقد الثقة والشفافية.
- بموازاة يوم الجمعة ، ثمة مواقف وازنة يطلقها راعي الكنيسة أو سيادة المطران أو الأبونا تعتمد نفس الخطاب العقائدي ، الثقافي ، الايماني ، لما يبث من أفكار وآلام وأوجاع من قبل ائمة المساجد ، ليلتقي صوت الآذان مع أجراس الكنائس ، اذا ما قدر للأفكار التي يتم الترويج لها ، أن تكون في حدود القبول التام للتنوع والتطوع لخدمة المواطن ، والابتعاد عن شبح الأفكار الطائفية السوداء ، التي لن تؤدي الا إلى الفراق والافتراق، والفراغ الكبير الحاصل حاليا في معظم مؤسسات الدولة ، وصولا إلى رأس الهرم الوطني المتمثل بانتخاب رئيس للبلاد؛
- ما عرضته في المقدمة ، نظرية التنوع وقبول الآخر ، وتصويب الاختلاف ، واسقاط الخلاف ، في إنتاج رؤية دينية تلاقي الحراك السياسي والاجتماعي ، شرط أن يحافظ على مبدأ قيام الدولة والعدالة ، عدم التمييز ، الإبداع في احتضان المبادرات القائمة على الإنقاذ.
- مقابل هذه الطمأنينة الروحية ، ثمة من لا يرتاح لمثل هذا الدور الراقي ، ويعتقد أن بث الخطاب المذهبي عالي السقف ، يجذب جمهورا أكبر ، وهو بالتأكيد خطاب تحريضي، حتى لو كان الهدف شد العصب الطائفي ، الذي قد يبدي مفاعيل سريعة في الوقت القصير ، وينقلب على أصحابه عندما يحين وقت التسويات ، التي تنتج محليا وبغطاء من الدول الصديقة ، والتي تؤدي حكما إلى إعادة تنظيم الحياة السياسية ، بعيدا عن التشنج الفكري ، والعراضة المذهبية ، والتفوق في ممارسة التحريض الساقط حكما؛
- نحن في حركة أمل نقرأ كل المواقف ، نلتقي مع التقاطعات الايجابية التي تنتج حلولا وطنية ، غير مفصلة على قياس أي غراب ينفخ في بوق السم الطائفي والمذهبي، نرتقي بالحوار إلى حدود كسر جمود الأزمات ، ودائما ما تكون مبادرات رئيسنا مبنية على قواعد صلبة من الحكمة والنضوج والخبرة السياسية العملاقة ، واستعادة كل المحطات التاريخية، التي كتبت فيها النظم والدساتير والأعراف التي حكمت الأطر المؤسساتية في هذا البلد ، كما آلية التفاعل مع المبادرات العربية والاقليمية والدولية ، وكمثال ليس للحصر، فإن تجربة الحضور المدوي في اتحاد البرلمانات العربية ، هي التي أنتجت شرعية مشروع المقاومة في جرأة غير مسبوقة ، أن الوحدة والمقاومة عنوانان متكاملان متوازيان لاستقرار، يتبنى عناصر القوة ، ويستبعد الوهن والضعف والاستسلام، وقبل كل ذلك التطبيع المذل.
- أخيرا، رسالة إلى من يتنكرون للحوار ، هو ليس قاعدة دستورية ، لكنه غير محرم ، أنه أفضل الحلال في جوهر أزمة غارقة بالتحديات وبموازاتها عدو يقوم بكل هذه التهديدات. عودوا إلى ضمائركم ، فنزواتكم الشخصية لن تنتج وطن..