فاطمة المولى – ليبانون تايمز
مضى الكثير من الأعوام التي تصدّر فيها التعليم الأكاديمي على التعليم المهني بذريعة أن التعليم الأكاديمي يقدم محتوى ومناهج تعليمية متقدمة تخَّول الطلاب دخول عالم الطب والهندسة التي يطمح اليها غالبية الشعب اللبناني. أما التعليم المهني فيحَوّل اليه أولئك الذين لم يتصدروا لوائح الشرف في المدرسة وصنفوا في سلم الضعفاء والمقصرين أو من ذوي الصعوبات التعلمية.
ولكن ما هي الصعوبات التعلمية؟ وما أهمية التعليم المهني وما يقدمه من إمكانيات وفرص لجميع الطلاب؟
الصعوبات التعلمية، كتعريف هي اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الاساسية في الدماغ والتي تضم اللغة المكتوبة أو المنطوقة وتترجم في:
●الاستماع والتفكير والكلام والقراءة والكتابة والذاكرة والقدرة على الفهم والتحليل.
جميعها اضطرابات تؤثر على القدرة الاستيعابية للطلاب من حيث تلقي المعلومات وتحليلها وإعادة تنفيذها على الأرض.
من هنا تأتي أهمية البرامج الدامجة والمناهج المخفضة واستراتيجيات التدريس الحديثة التي يخطط لها وفق أهداف تربوية تلبي حاجات وقدرات ذوي الصعوبات التعلمية.
اما الفرق بين التعليم الأكاديمي والمهني يتحدد فيما يلي:
إن مناهج التعليم الأكاديمي متعددة متشعبة وتعتمد على كميات كبيرة من الحفظ مما يؤدي إلى إنتاج فروقات فردية كبيرة وواضحة بين الطلاب داخل الصف، إضافة إلى أزمة افتقار المدارس لبرامج الدمج والتكيف التي تتناسب مع هؤلاء الطلاب.
أما التعليم المهني فهو عبارة عن برامج تعليمية مصممة لكي يكتسب المتعلمون منها معارف ومهارات وكفاءات محددة تمكنهم من القيام بمهنة معينة أو عمل معين.
وتصمم هذه البرامج بشكل تلقائي على أسس الدعم المكثف حول المادة نفسها آخذة بعين الاعتبار تقليل نسبة الحفظ التي تساعد وبشكل كبير طلاب ذوي الصعوبات التعلمية على المضي والتقدم.
بالاضافة الى ما يوفره التعليم المهني من جوانب أكاديمية وجوانب عملية تعتمد وبشكل اساسي على الخبرات الميدانية.
وعليه أصبح التوجه نحو التعليم المهني متزايداً وذلك لانه يراعي الجميع ويقدم لهم الدعم اللازم ويثقل قدراتهم ويخرج جيلاً ناشئاً ومندمجاً قادراً على الإنتاج وذلك لكافة الطلاب، لان نقطة الارتكاز في التعليم المهني قائمة على التوجه لسوق العمل والاختصاصات العملية التي يتنافس العالم بأسره عليها.
في الختام، وفي ظل عالمنا اليوم يتحتم علينا انصاف التعليم المهني واعطاءه حقه من حيث القدرات والمناهج والتقنيات والخبرات العملية التي يقدمها للطلاب، لذا لا بد من تغيير النظرة تجاه التعليم المهني والاقبال الأكبر نحو التسجيل والانخراط في صفوفه.