كتب زياد الزين
الشجرة المعمرة ، والتين والزيتون، ورق يرتقي صعودا، لا يباس فيه، ليهوي أو يتلاشى، مبارك ذلك الجهد الجبار المتفاني، المنزه عن ملامسة دوائر الدنيا الصغرى، وتبقى الدائرة الحقيقية في السماء ، في العشق الإلهي كما قال شمران القائد، غفا شهيد على كتف الأخ الذي يرافقه إلى رحلة الحقيقة، حيث لا زيف، ولا تمظهر، ولا استعراض، ولا مراهقة، صحة جيدة، في ريعان الشباب لا شيء نخفيه، سلاحنا الأقوى شفافية العلن والإعلان، دون دوي الإعلام الملتبس، طريقهم يختزل مسافات من وجعنا، نزف جراحنا في الشق المعنوي، رفع رايات الانتصار، كما هي رايات الحسين على أبواب الأربعينية المليونية، وفي شهر قداسة آب المنتمي لكل روزنامة في نصف قرن وعلى امتداد السنوات؛
هؤلاء لن يعودوا، نحن المغادرون، هم رسموا لنا بوصلة القلب، ورجاحة الفكر، وراحة النفس المطمئنة، وسكينة الحياة في قرة عين لا دمعة فيها الا لأم مؤتمنة؛
إليكم، يا سادة الرسل من دنيانا إلى السماء، إليكم يا ملائكة الارتقاء في كل مواقع المواجهة، إليكم يا أفواج الأمل للبنان الموحد والجنوب المحرر، إليكم يا أغصان الوفاء والالتزام، إليكم ألف صلاة وتراكم عاطفة متزنة، تتسع لطهر هذا الخط في بعده الايماني العميق، والانساني الرسالي، الذي رسمه مستقيما، يهوى خطوط التوازي، ولا يسمح بتعرجات التسويات، لوطن هو بالتأكيد، ليس حبا منسيا..