بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي موضوع الجبهة اللبنانية في فرنسا مع الرئيس ايمانويل ماكرون التي تاتي في خانة الاستطلاع على اخر المعلومات التي بحوزة باريس حول الوساطات الدولية لتجنيب لبنان الحرب.
وكشفت مصادر مطلعة للديار ان الهدف من هذه الزيارة الوقوف على رأي فرنسا ومحاولة حث الاوروبيين وبشكل خاص الفرنسيين على ممارسة دور اكبر مع الاميركيين لمنع رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو من توسيع الحرب العسكرية في لبنان.
وتزامنت زيارة ميقاتي لباريس مع افتتاح الاولمبياد التي ينتشر فيها عشرات الاف من قوات الشرطة والجيش الى جانب اغلاق المجال الجوي لمسافة حوالي 150 كلم حول باريس التي تعيش تحت ضغط حصول حدث امني خطير.
في غضون ذلك، قالت اوساط ديبلوماسية لـ»الديار» ان هناك 100 يوم من الغموض والضياع قبل الانتخابات الاميركية حيث سيبلغ التجاذب بين ادارة بايدن و»اسرائيل» ذروته في مسائل اساسية…
ابرزها غزة ولبنان اضافة الى الضغط «الاسرائيلي» على واشنطن لعدم عودة المفاوضات الاميركية-الايرانية او لافشالها.
في التفاصيل، الخلافات كبيرة وصعبة حول غزة ذلك ان نتنياهو كان واضحا من خلال خطابه في الكونغرس انه مصمم على مواصلة القتال بعد تنفيذ اتفاق تبادل الرهائن وعازم على اخراج حماس من قطاع غزة.
بينما ادارة بايدن دعت الى وقف الحرب كما طالبت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الى ضرورة انهاء الحرب في غزة ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين.
هذا التجاذب الاميركي-الاسرائيلي حول غزة سينعكس حتما على المنطقة ومن ضمنها لبنان.
ولفتت الاوساط الديبلوماسية الى ان لبنان يقترب من الخطر اكثر فاكثر اذ ان كل المؤشرات تدل الى ان الحرب الدائرة بين الجيش «الاسرائيلي» وبين حزب الله ستكون طويلة…
بدليل ان قرارا «اسرائيليا» صدر بشان المستوطنين بالطلب منهم بتجديد اقاماتهم وتعليم ابنائهم في المناطق المقيمين فيها بعد هروبهم من مستوطناتهم نتيجة الاضرار التي الحقها حزب الله بصواريخه ومسيراته وقذائفه في مستوطنات الشمال.
وتشير هذه الاوساط ان الخطر يكمن في هذين الشهرين نظرا لانشغال الولايات المتحدة الاميركية بانتخاباتها الرئاسية وهي التي كانت تكبح اي حرب «اسرائيلية» شاملة ضد لبنان.
وهنا لفتت الاوساط الى ان الصحف الاميركية عبرت عن خوفها من ان يستغل نتنياهو الوصع الحالي الاميركي بما ان ولاية بايدن شارفت على الانتهاء ويقدم على توسيع الحرب.
وبمعنى اخر، هناك خوف من ان يعطي نتنياهو اوامر لجيشه بتوجيه ضربات تزعج حزب الله في مكانته ودوره ويقوم الاخير برد قاس فتنفجر الامور.
ذلك ان نتنياهو يريد توريط اميركا في حروب هي لا تريدها خاصة انه بعد حصول عملية طوفان الاقصى اعلن رئيس الوزراء «الاسرائيلي» انه سيغير الشرق الاوسط.
وعليه، حذر مسؤولون اميركيون ان تغيير الشرق الاوسط لا يمكن ان يحصل دون قيادة اميركا منبهين من «جنون» نتنياهو ومخططه للمنطقة.