أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، خلال المجلس العاشورائي في مقر المجلس الى أنه، “انكشف الغطا فما يحصل في فلسطين وما حصلَ من قبلِه في العراق وما حصلَ من قبلِه في لبنان وفي كل المنطقة العربية التي استثمر فيها الغرب طاقاتنا وخيراتنا وأبنائنا في سبيل تحقيقِ مشروعه للإستيلاءِ على هذه المنطقةِ الغنية والثرية والتي يُدرِك بحقيقة نفسه وأمره وفي مراكز دراساته أن الخطر الحقيقي الذي يواجهه هو في هذه المنطقة، ومن هذا الفكر ومن هذا الدين ومن هذا الإسلام، الذي يراه اليوم حقيقة ثابتة في المواجهة التي يخوضها أبناؤنا وتخوضها أمتنا بعد صراع جدلي حاولوا أن يدخلونا فيه في فتن طائفية تجاوزناها بحمد الله بوعي وانطلقنا جميعاً في مواجهة هذا العدو اليوم الذي يقف العالم كله وراءه، وفي الحقيقة أن المعركة ليست مع “ما يسمى بإسرائيل” وإنما هي معركة في أساسها ثقافية مع الغرب، وأيضا إلى جانب ذلك المواجهة العسكرية والمواجهة الثقافية، استطعنا أن نتجاوز هذه المرحلة”.
ولفت الشيخ الخطيب الى “اننا اليوم نحيي عاشوراء ليس هناك شعار سني وشيعي هناك مسلم، أيها الإخوة أقول لكم أن المسائل المذهبية هي مسائل إيمانية بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى، لقد حسم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب هذه المسألة يوم قال: لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين” الأمة هي القضية المهمة اليوم، منذ ذلك الوقت وإلى الآن وهكذا كنا وكان مراجعنا الى جانب الأمة، وحينما تعرضت الدولة العثمانية وأكررها هنا لأن هذا يُنسى، حينما تعرضت الدولة العثمانية التي أذاقتنا المرّ حينما تعرضت للخطر و هجم عليها الأوروبي أفتى مراجعنا بوجوب الدفاع عن هذه الدولة حفظاً للأمة ولمصالح الأمة، في القدس في الحروب الإفرنجية، أتباع أهل البيت لم يعتبروا أنفسهم غير معنيين بهذه المعركة لأن سكانها لا ينتمون إليها مذهبياً وإنما اعتبروها معركتهم وخاض جبل عامل تحت قيادة الأيوبيين صلاح الدين الذي ذبحنا، خاضوا معركة تحرير القدس وهكذا في كل مفاصل تاريخنا كنا دائماً وبتوجيه من أئمة أهل البيت دائماً لا نعتبر أن لنا مشروعا خاصاً أو أننا منعزلين عن الأمة أو أنه كما أرادوا وكما أراد النظام والأنظمة المتتالية لهذا الخط خط أهل البيت عزله عن الأمة وتكفيره وقتله لأنه يشكل هذه الخطورة، واليوم يؤكد هذا المبدأ أهمية أتباع أهل البيت وصدقهم وإخلاصهم، هذا نهج كربلاء، الإمام الحسين ع ماذا قال؟ لم يخرج ليؤسس مذهباً وليدافع عن مذهب ولينفصل عن الدولة القائمة، قال: “لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”.
واضاف :”هذه أمة رسول الله بسنيّها و بشيعيّها وبكل قومياتها، لذلك نحن جزء من هذه الأمة، في الاجتماع السياسي ليس لنا مشروع خاص، ليس هناك مشروع شيعي خاص، مشروعنا هو مشروع الأمة، نحن من جملة هذه الأمة ولكننا في الفداء وفي الدفاع عنها نكون في المقدمة، كما كنا بالأمس في مواجهة العدو الإسرائيلي واليوم في مساندة الشعب الفلسطيني، هؤلاء أخوة لنا، المسلم أخو المسلم شاء أم أبى، القضية الفلسطينية هي قضيتنا كما أكد عليها كل قادتنا وكل مراجعنا الذين كانوا يدعمون العمل الفدائي في مواجهة العدو الصهيوني وأفتوا بإعطاء الحقوق الشرعية للمقاومة كي تستطيع أن تقاوم هذا العدو”.
ولفت الشيخ الخطيب الى “اننا أعطينا من أبنائنا وفلذات أكبادنا ومن بيوتنا ومزارعنا وأمننا وحياتنا، أعطينا للقضية الفلسطينية لأنها قضيتنا، لا نمنّ على الفلسطيني ولا نريد أجرًا على ذلك، إننا نريد أن يفهم المسلمون جميعًا أن العمل المذهبي هو عمل لتقسيم الأمة وشرذمتها والتآمر عليها لمصالح بعض الأنظمة ولمصالح أعداء الأمة بالدرجة الأولى، لذلك نحن اليوم في هذه المعركة التي نخوضها وتخوضها الأمة سواء في فلسطين في غزة في الظفة الغربية في جنوب البنان في العراق في اليمن الأمة اليوم تتكامل ولله الحمد في هذه المعركة مع هذا العدو ومع الذين يقفون وراءه، ويسجلون لأول مرة هذا الحدث التاريخي ويهزمون العدو الذي يحتار اليوم كيف يخرج نفسه من هذا المأزق وكيف يسجل ولو انتصار ظاهرياً صورياً لن يترك له المجال وسيتحقق ان شاء الله الانتصار للقضية الفلسطينية”.