نورا اسماعيل – ليبانون تايمز
كان التعليم وما زال نبراسا يتعالى به كل إنسان، وكنا وصلنا لزمن أصبح العلم متاح لكل فرد في المجتمع، وقدمته المدارس الرسمية التابعة للدولة اللبنانية لقاء مبلغ شبه رمزي، والمدارس الخاصة كانت للطبقة المتوسطة في المجتمع، فالأقساط كانت منطقية نوعاً ما.
ولكن في ظل ما نعيشه اليوم من أزمة إقتصادية وسياسية، وكل ما يمر علينا من أوضاع حصلت بعد ثورة تشرين التي قلبت كل الموازين رأسًا على عقب، وفضلاً عما يشهده الجنوب اللبناني من اعتداء من قبل العدو الصهيوني منذ حرب طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة بات التعليم حكرا على فئة معينة من المجتمع، فالأقساط المدرسية للعام 2023-2024 كانت تتراوح ما بين مبلغ 300 بالدولار الأميركي مع مبلغ معين بالليرة اللبنانية يتراوح ما بين 5 ملايين إلى 10 في المدرسة الخاصة النصف مجانية، وبين 1500 دولاراً و ما يزيد عن الـ 20 مليونا في المدارس الخاصة.
إما إذا أردنا معرفة الأقساط المدرسية في العام القادم اي عام 2024 و 2025، فالقسط المدرسي في المدرسة “العلمية الحديثة” على سبيل المثال التي تعتبر نصف مجانية سيزيد عن 500 دولار و 10 مليون إلى مبلغ سيحدده إجتماع اللجان التربوية في الصيف، ولكن مهما كان الرقم الذي سيتم وضعه فإذا أراد والد لـ 4 أولاد إدخالهم إلى المدرسة فعليه على الأقل بيع كلية واحدة لإكمال سنة واحدة لهم، علما أن الأقساط تتغير حسب المرحلة الدراسية لكل ولد اي أن المبلغ المطلوب في مرحلة الروضات يختلف عن ذلك المطلوب في المرحلة الإبتدائية وتلك المتوسطة حيث تعتبر الأغلى لأن الطالب في نهايتها يخضع لإمتحان رسمي، أي أن المبلغ أيضا سيزيد بين رسم ترشيح وطوابع وبطاقة…
أما المدرسة الأنطونية فكان قسط الطالب في مرحلة الروضات 1500 دولار، ولكن عند انتهاء العام الدراسي وسؤال الأهالي عن قسط السنة القادمة، كان الجواب: “من المتوقع أن يصبح المبلغ ضرب 2 أي 3000 بالدولار الأميركي بالإضافة الى المبلغ بالليرة اللبنانية”.
أما مدرسة المحبة فقد بلغ القسط فيها هذه السنة 1050 دولاراً، بالإضافة إلى مبلغ وقدره 23 مليون ليرة لبنانيـة مع رسم التسجيل في بداية السنة الدراسية البالغ 200 دولار ولا يحسب من القسط، ويدفع قبل بدء المدرسة، أما المبلغ المتوقع في السنة القادمة فهو أقل من الضعف بقليل.
يتجهز بعض الأهالي ليدفعوا السنة القادمة ضعف أقساط السنة التي مرت، بينما آخرون يبحثون عن مدارس “أرخص” حتى يكمل أولادهم تعليمهم الدراسي، فما بين هؤلاء وأولئك بات الطفل كبش محرقة وأحلامه باتت رهينة الأوضاع التي فرضت عليه في السياسة والاقتصاد، حيث بات التعليم لفئات معينة فقط.