ذكر مصدر سياسي لصحيفة “الشرق الأوسط” أنّ المسعى الذي يواكب تحرك “اللقاء الديمقراطي” سعياً وراء التوصل إلى تسوية رئاسية يتزامن، مع مضي قطر في لقاءاتها الأحادية بالكتل النيابية ذات التأثير المباشر في وقف تعطيل انتخاب الرئيس من جهة، واستعداد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لتفعيل حواره مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعله يصل في نهاية المطاف إلى ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث من خارج المرشحين المتنافسين، رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، مع أنه كان تقاطع مع المعارضة على ترشيحه”.
وعلمت “الشرق الأوسط” أنّ قطر بدأت تستمزج آراء الكتل النيابية للوقوف على رأيها حيال إمكانية التقدم بمبادرة لتسهيل انتخاب الرئيس من دون أن تُفصح عن خطوطها العريضة التي ما زالت موضع استكشاف، ولن تتسرّع لإخراجها للعلن لأنها تفضّل التريث وعدم حرق المراحل في غير أوانها.
في هذا السياق، كشفت المصادر النيابية أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن التقى، حتى الساعة، في إطار استكشافه لمواقف الكتل النيابية، الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وخلفه نجله رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، وعضوي كتلة “القوات اللبنانية” النائبين ملحم رياشي وبيار بو عاصي، والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، ولمرة ثانية في أقل من أسبوعين، على أن يتابع لقاءاته بممثلين لمعظم الكتل النيابية ذات التأثير في الملف الرئاسي.
وقالت المصادر النيابية إن “قطر تدرس القيام بمبادرة، لكنها تفضل التريث إلى ما بعد استكمالها اللقاءات التي تعقدها مع الكتل النيابية”، وأكدت أن الذين التقوا رئيس الوزراء القطري لم يطّلعوا على مضامينها، لأنها ما زالت في طور التأسيس، ولن تخرج عن التوجه العام للجنة “الخماسية”، وعنوانه تضافر الجهود لتسهيل انتخاب الرئيس على خلفية السؤال عما يمكن القيام به لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم، وأكدت أن اللقاءات الاستطلاعية لا تختلف عن تلك التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان.
ولفتت إلى أن التحرك القطري يأتي متلازماً مع المسعى الذي يتولاه “اللقاء الديمقراطي” لتسهيل انتخاب الرئيس، وبالتزامن مع استعداد باسيل للتحرك نحو بري الذي فوّضه “حزب الله” بالإنابة عنه في التفاوض بكل ما يتعلق بانتخابه، وهذا ما تبلغه القيادي في “التقدمي” الوزير السابق غازي العريضي من قيادة الحزب، وإن كان لم يدخل معه في أسماء المرشحين.
وأكدت المصادر أن “حزب الله” لعب دوراً في تعبيد الطريق أمام باسيل لتصويب علاقته ببري، وصولاً إلى تشجيعه على التحاور معه والانفتاح عليه، خصوصاً أن قنوات الاتصال بين الحزب وباسيل ما زالت محصورةً بالتواصل القائم بين الأخير ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
ولم تستبعد المصادر أن “يهدف باسيل من وراء استعداده للحوار مع بري إلى إقناعه بترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث للتوافق على مرشح يدعو “حزب الله” للاطمئنان إلى انتخابه، ولا يشكل تحدياً لفرنجية، لا بل يحظى بموافقته.
وفي موازاة هذه الاندفاعة الخارجية، توالت التحذيرات من تفاقم الامور على الجبهة الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل، وبحسب معلومات “الجمهورية” فإنّ الفرنسيين “ارسلوا إشارات واضحة يعبّرون فيها عن خشية وقلق من تدحرج جبهة الجنوب نحو الحرب، ربطاً بتصاعد العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة، وتزامنت مع إشارات اميركية مماثلة تؤكّد على خفض التصعيد وتجنّب الانزلاق الى حرب واسعة، وهي تبذل جهوداً مع كل الجهات لاحتواء الموقف.
ونُقل عن احد الديبلوماسيين الغربيين قوله في هذا السياق: “على الرغم من تصاعد وتيرة التهديدات، والحديث عن استعدادات للحرب، الّا انّ احتمالات هذه الحرب ما زالت منفخضة حتى الآن”.