🖇 صـحـيـفـة الـديـار
تزداد المطالب في الكيان الغاصب بتصعيد تجاه لبنان كما طالب وزير الأمن القومي في الكيان الصهيوني حيث قال: «حان الوقت ليحترق لبنان كله».
هذه المطالب تأتي ردًا على ضربات المقاومة اللبنانية التي أصبحت توجع الكيان أكثر من أي وقتٍ مضى.
حيث أن شمال الأراضي المُحتلّة تشتعل فيها النيران في كل جهة نتيجة ضربات المقاومة التي تستخدم الإستراتيجية نفسها التي يستخدمها العدو الصهيوني أي إستراتيجية الأرض المحروقة.
فليل أول من أمس تعرّضت مستوطنة كريات شمونة إلى قصف عنيف من فصائل المقاومة اللبنانية مما أدّى إلى إشتعال الحرائق في المستوطنة وهو ما دفع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إلى التصريح بقوله «يجب حرق معاقل حزب الله وإبادتها».
وبالتالي يُمكن التساؤل عن إحتمال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان في ظل التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية؟
الجواب على هذا السؤال يُمكن إستخلاصه من تطور الأحداث. فحزب الله يقصف عمق الكيان الصهيوني من دون أن يستطيع العدو وقف هذه الضربات على الرغم من القذائف الحارقة التي يُطلقها على الأراضي اللبنانية والغارات الجوية التي تستهدف المنازل.
فما هو السبب؟ لماذا لا يُقدم العدو الإسرائيلي على إجتياح لبنان كما فعل سابقًا خصوصًا أن جيش العدو ومسؤوليه أعلنوا عشرات المرّات أنهم على إستعداد وجهوزية كاملة لعملية في الجنوب اللبناني وزادوا من عديدهم وعتادهم؟
فـي الـواقـع، هـنـاك عـدة أسـبـاب تـمـنـع الـعـدو مـن الـقـيـام بـمـثـل هـذه الـمُـغـامـرة:
السبب الأول يكمن في جهوزية حزب الله والفصائل المُقاومة الأخرى. فبحسب كلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، المقاومة وضعت كل السيناريوهات المُمكنة وجهّزت الردود المناسبة لكل سيناريو وهي على أتمّ الإستعداد.
وبحسب التقديرات، فقد زاد حزب الله عديده وعتاده بعِدّة أضعاف منذ بدء طوفان الأقصى وبالتالي أي مُغامرة إسرائيلية لن تكون سهلة وهو ما يعرفه الإسرائيليون جيدًا.
السبب الثاني يكمن في طبيعة الأرض اللبنانية والتي هي مُختلفة عن الطبيعة في غزّة، فلبنان يحوي جبالا ووديان ومُقاوموه يعرفون جيدًا الأرض ومُستعدون لكل الإحتمالات.
السبب الثالث يكمن في تغيير موازين القوى جوّيًا، فبعد أن كانت إسرائيل تمتلك الجو اللبناني خلال عدوان تموز 2006، أصبحت اليوم مُسيراتها تتساقط الواحدة تلو الأخرى تحت نيران حزب الله.
لا بل أكثر من ذلك، أصبح العدو يخشى مسيرات الحزب التي تصل إلى عمق الكيان غير آبهة بقبته الحديدية.
السبب الرابع يكمن في معنويات جنود إسرائيل التي إنهارت منذ بدء طوفان الأقصى على عكس معنويات مُجاهدي المُقاومة التي كسرت مُعادلة الجيش الذي لا يُقهر.
كل هذه الأسباب تدفع العدو إلى إعتماد الحرب النفسية عبر التصعيد الكلامي وإستخدام القذائف الحارقة من دون أن يمس ذلك بمعنويات وتصميم مُجاهدي المُقاومة التي تُشكّل الرادع الأساسي في وجه العدو.
وبالتالي يعلم العدو الإسرائيلي أن حزب الله على اهبة الإستعداد لأي حركة من قبل العدو وهو لن يجرؤ على القيام بأية مُغامرة ستُكلّفه الكثير. وهذا ما دفع العدو إلى أزمة بين مكونات الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي والذي هدد أحد أعضاء الحكومة بكسره إذا ما تراجع نتنياهو على الجبهة اللبنانية.