في غزة الوضعُ عاد إلى المربّع الأول، فالمفاوضات انهارت، واتفاقُ وقفِ إطلاق النار سقط. في المقابل نتانياهو لا يزال يهدّد باجتياح رفح. وقد أصدر الجيشُ الإسرائيلي أوامرَه للسكان بالإخلاء والتوجّهِ إلى المنطقة الإنسانيّة الموسّعة في المواصي. توازياً، تلقّت إسرائيل جرعةَ دعمٍ جديدة من واشنطن. إذ إنَّ وزارةَ الخارجيّةِ الأميركيّة أصدرت تقريراً إنتقد طريقةَ استخدامِ إسرائيل الأسلحةَ الأميركية، لكنه لم يجد أدلّةً كافية على وجود انتهاكاتٍ تفرضُ تعليقَ شحناتِ السلاحِ الأميركيّة إلى تل أبيب. وهذا يعني أنَّ الدعم العسكريّ الأميركيّ لإسرائيل سيستمر، رغم التباينِ في الآراء بين الرئيسِ الأميركيّ ورئيسِ الوزراء الإسرائيليّ. في لبنان، لا صوتَ يعلو على صوت قضيةِ النازحين. فالسلطاتُ المحليّة تنشَط، والنوابُ يتحرّكون، والوزراءُ يصرّحون، وبعضُ الأجهزةِ الأمنيةِ تعمل ما في وسعها. لكن رغم أهميةِ ما يحصُل، فإنَّ قضيةً وجوديّة بهذا الحجم لا تعالَج ب “المفرق” أو ب “القطعة” ، بل تحتاج إلى قرار سياسيٍّ واضحٍ وشجاعٍ وقوي. ففي زمن الشغورِ الرئاسيّ هل تستطيع حكومةُ تصريفِ أعمالٍ منقسمةٍ على ذاتها أن تتخذ القرارَ المطلوب؟ البداية من وجه آخر للتفلّت الأمنيِّ في المناطق، ويقوم على بيع الخدمات الجنسيةِ بين المنازل وحتى على الأوتوستراد. ال “أم تي في” جالت في الدورة ووثّقت الصورة ليلا واستطلعت آراءَ الأهالي نهاراً.
****************
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
في موازاة التعنت الإسرائيلي تخبّطٌ في الموقف الأميركي لا ينفي تغطية العدوان على قطاع غزة عموماً ورفح خصوصاً.
أما ما بدا خلافاً بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية فإنه لا يعدو كونَه خلافاً على آليات المعركة وليس على أهدافها.
وانعكس هذا الأمر على نحوٍ واضح في تراجُعِ جو بايدن عن تلويحه الإعلامي بورقة إمداد تل أبيب بالأسلحة وأَمرِه فريقَه بمواصلة العمل معها لإلحاق هزيمة دائمة بحركة حماس.
هذه الليونة في الموقف الأميركي كانت بمثابة ضوء أخضر أمام كيان الإحتلال لاجتياح رفح تحت مُسمَّى توسيعٍ محسوب للعملية.
وفي هذا الشأن وسّع جيش الإحتلال عملياته في المنطقة نحو نقاط كانت تصنَّف آمنة وقام بقصفٍ لعمق مدينة رفح وأمر بإخلاء مناطق جديدة فيها.
وفي مفارقة فاقعة لم تر الولايات المتحدة في كل هذه الوقائع الميدانية العدوانية معالم عملية كبيرة في رفح!!!.
صحيح أن العدو يكثف اعتداءاته في رفح جنوباً وصولاً إلى الوسط والشمال إلاّ أنه يصطدم بدبابير المقاومة التي تخوض معارك ضارية معه ولا سيما في شرق رفح حيث سقط الكثير من جنود العدو بين قتيل وجريح في الأيام والساعات القليلة الماضية.
ليس هذا فحسب بل إن المقاومين واصلوا إطلاق الصواريخ فبلغت بئر السبع رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
على الجبهة اللبنانية تعنف وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية حيناً وتتراجع حيناً آخر فيما تتصدى لها المقاومة باستهداف مستوطنات الشمال.
وبرز في هذا الإطار القصف الصاروخي العنيف لمستعمرة كريات شمونة ما أدى إلى أضرار كبيرة واندلاع حرائق بالجملة فيها.
واشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن المقاومة خلقت معادلة توازن: العين بالعين فيما قال ضباط كبار في جيش الإحتلال أنه لن يكون للإسرائيليين منازلُ تؤويهم عندما يعودون إليها في المستقبل.
المستجدات السياسية والأمنية على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان وقطاع غزة حضرت اليوم في اللقاء الذي عقده الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة.
وفيما تتواصل التحضيرات للجلسة النيابية المخصصة لموضوع النزوح الأربعاء المقبل وسط ترجيحِ حضورٍ نيابي واسع ظل الملف الرئاسي يراوح مكانه.
وفي هذا السياق قال الرئيس بري إنه بالحوار العقلاني والموضوعي وصدق النوايا يمكننا أن ننجز الإنتخابات الرئاسية في أقل من عشرة أيام.
*************
مقدمة تلفزيون “المنار”
من يومِ القيامةِ في الشمالِ الى القعرِ الاستراتيجي في غزةَ والغلاف، عناوينُ يحاصرُ بها الصهاينةُ خبراءَ ومستوطنينَ حكومتَهم المتخبطةَ في قراراتِها وخياراتِها..
فنيرانُ الشمالِ التي اَحرقت كريات شمونة واَطفأت المطلة وافيفيم وميرون وغيرَها قد غَيّرت بوصلةَ ساكني تلكَ المستوطناتِ الذين وصلوا الى حدِّ المطالبةِ بالانفصالِ عن الكيانِ العبري، وتشكيلِ اقليمِ الجليلِ المستقلِّ كما قالَ رئيسُ بلديةِ المطلة دفيد ازولاي..
اما الاطلالةُ على قطاعِ غزةَ فتكشفُ عمقَ الازمةِ لدى هؤلاء، من رمالِ رفح المتحركةِ التي يتقدمُ اليها الجيشُ العبريُ بارتباك، الى اَحياءِ غزةَ المدينة التي يتساقطُ فيها الصهاينةُ قتلى وجرحى، الى جباليا التي عادَ اسمُها ضمنَ بياناتِ الجيشِ المتحدثِ عن عمليةٍ عسكريةٍ هناك.
ومن هناك تبقى الصواريخُ الفلسطينيةُ تدكُ بئرَ السبع وعسقلان، ويَعجِزُ الجيشُ وحكومتُه عن التبريرِ لمستوطنِيهم الذين أُشْبِعُوا خطاباتٍ عن الانتصارات، وعن القضاءِ على حماس..
فتل ابيب عالقةٌ بأكثرِ الاوضاعِ تعقيداً وسوءاً كما قالَ الرئيسُ السابقُ لشعبةِ العملياتِ في جيشِ الاحتلال يسرائيل زيف، وعمليةُ رفح ستُعمِّقُ الازمةَ وتَزيدُ الاثمانَ من الميدانِ الى العلاقةِ معَ الادارةِ الاميركيةِ وباقي الحلفاء..
بل اِنَ عملياتِ الجيشِ باتت مبعثرةً ولا تخضعُ لادارةٍ ولا الى توجيهٍ سياسي، بحسبِ ما رأى المحللُ العسكريُ روعي شارون، فلا احدَ يعرفُ ما هي الحلولُ ولا كيف سيعودُ الاسرى وكيف سننتصرُ ويتمُ القضاءُ على حماس – كما قال.
والقولُ يبقى للمجاهدين المقاومين على الارضِ وللصامدين فوقَ كلِّ التضحيات، الممتشقين ما تيسرَ من سلاحٍ يُرهبونَ به عدوَ اللهِ وعدوَّهُم، معتصمينَ بحبلِ اللهِ معَ جبهاتِ الاسنادِ التي تؤلمُ تل ابيب وتُضيِّقُ عليها الخِيارات، من جنوبِ لبنانَ الى العراقِ فَيَمَنِ الاحرارِ الذي سألَ معَ قائدِه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اليومَ عن امةِ الملياري مسلم، وموقفِها من حربِ الابادةِ المستمرةِ على مدى الاشهرِ السبعة..
وتبقى اشهرَ الاصواتِ واقواها صدَى نُخبِ الجامعاتِ الهاتفةِ باسمِ مظلوميةِ غزةَ وشعبِها، من الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ الى كلِّ تفرعاتِها الاوروبية، تفضحُ الصهاينةَ وتُضيِّقُ على الحكوماتِ الغربيةِ الخيارات ..
*****************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
لا جديد يذكر على الساحة السياسية المحلية، حيث يترقب المعنيون مصير الحرب في غزة وانعكاسها على لبنان، بدءا بالملف الرئاسي المعلق بقرار من اطراف معروفين على مصير الوضع الاقليمي.
وفي غضون ذلك، يبقى ملف النزوح السوري في صدارة الاهتمام، حيث كانت البترون اليوم محط الانظار، من خلال مؤتمر البلديات والمخاتير، الذي شكل مناسبة لدعوة مباشرة من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى القوات اللبنانية، في حضور نائبها في البترون، للتعاون في الملفات الوجودية، وترك الخلافات السياسية لمسائل اخرى.
باسيل قال: فينا نختلف بالسياسة ونتنافس بالانتخابات، بس ممنوع نختلف على وجود البلد وعلى الشراكة فيه، وعلى هويته وسيادته وثقافته ودورنا فيه… بهيدي القصص، عيب ما نعرف نشتغل سوا، ونعرف نحطّ على جنب خلافاتنا ونشوف كيف نحمي ونحافظ على ناسنا! نحنا كتير مجروحين من يلّي صار معنا بموضوع النازحين من الـ 2011 لليوم، بس ما النا حقّ وقت حدا بيرجع يصوّب سياسته ويصحّحها، ما نلاقيه ونسامح على الماضي ونتطلّع سوا للمستقبل… ما فينا نزوّر الماضي والحقائق، بس فينا نتخطّاها ونتطلّع لقدّام ونشوف كيف فينا سوا نتساعد؛ لأن كل واحد لوحده ما بيكفي… هوي كلّنا سوا بالكاد نقدر، اذا قدرنا.
هيدي المسؤولية بتفرض علينا هيك، امّا الانانية والحقد بيهدّموا وما بيبنوا الاّ كراهية مضادّة بتدمّرنا كلّنا سوا… ختم باسيل.
****************
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
إذا صح ما أعلنه الجيش الإسرائيلي من أنه يحتاج شهرين لمعركة رفح، فهذا يعني أن صيفاً حارًا ينتظر حرب غزة وتداعياتِها في المنطقة ولاسيما في جنوب لبنان.
كل الاستعدادات الإسرائيلية تشي بذلك، فالجيش الإسرائيلي أمر الفلسطينيين في مناطق إضافية من رفح، بالإخلاء، والتوجه إلى ما يطلِق عليه المنطقةَ الإنسانية الموسعة.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتحدث بعد غد الإثنين في ذكرى اغتيال مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سوريا.
وفيما لبنان غارق بين الفراغ والتمديد ، وآخره التمديد للبلديات، انتخابات في سوريا. فقد حدّد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم موعدا لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع، في منتصف تموز المقبل، في استحقاق يُجرى للمرة الرابعة منذ اندلاع النزاع في سوريا منذ ثلاثة عشر عامًا.
الإعداد للانتخابات في سوريا يضيئ على ملف السوريين خارج سوريا. ففي الانتخابات السابقة صوَّت كثير من النازحين السوريين في مقر السفارة السورية في اليرزة. اليوم ملف النزوح السوري مفتوح على مصراعيه في لبنان، بعدما قَدَّرت الأرقام أن أعدادهم تجاوزت المليونين في لبنان. وما فجَّر صاعق هذا الملف، هو المليار يورو الذي قامت القيامة بشأنه، واعتبارُه رشوة للقبول ببقاء النازحين. وهذا اللغم، إما يُفكَّك في الجلسة النيابية الأربعاء المقبل، وإما ينفجر بين رئيس الحكومة ومجلس النواب.