علمت “الحياة” من مصادر رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام أنهم سيواصلون زياراتهم لعدد من العواصم العربية قريبا من أجل شرح الوضع في لبنان والصعوبات التي تعترض لبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والقلق من عدم تطبيق اتفاق الطائف في ممارسة السلطة، بزيارة إلى مصر والكويت، وربما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارتهم إلى المملكة العربية السعودية الإثنين الماضي حيث استقبلهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد لعزيز.
جرعة دعم سعودية للبنان نقلها رؤساء الحكومات السابقون.. الحريري مرتاح والعبرة في المستقبل
رؤساء الحكومات السابقون في السعودية اليوم… ماذا على جدول الأعمال؟
وقالت المصادر لـ”الحياة” إن الرؤساء الثلاثة على اتصال بسفراء الدول العربية المعنية، الذين يبدون اهتماما بتطورات الوضع اللبناني الداخلي وتأثيرات الوضع الإقليمي عليه، في ظل احتدام الصراع الأميركي الإيراني، وتوالي الاعتداءات الأمنية المدعومة من قبل إيران على أمن الملاحة البحرية في الخليج وقصف المملكة العربية السعودية بالصواريخ وبالطائرات المسيرة.
وذكرت مصادر سياسية معنية بتحرك الرؤساء الثلاثة لـ”الحياة” أن هؤلاء السفراء يتابعون عن كثب تفاصيل الأحداث في لبنان والصراع السياسي الدائر فيه والذي يعيق عمل السلطة التنفيذية في الأشهر الماضية نتيجة سياسات بعض الفرقاء التي تجنح بتحالفاتها الخارجية نحو أخذ لبنان إلى مواقف بعيدة عن محيطه العربي من جهة، وإلى الاستئثار بالسلطة خلافا للقواعد التي وضعها اتفاق الطائف لجهة الشراكة في الحكم من جهة ثانية.
وأكدت المصادر السياسية نفسها، وهي على صلة بسفراء الدول المعنية، أنهم اهتموا بمعرفة تفاصيل الأحداث الأخيرة، ولاسيما السجال الذي دار خلال شهري أيار وحزيران بين تيار “المستقبل” وبين “التيار الوطني الحر”، ثم لاحقوا تفاصيل حادثة قبرشمون – البساتين في الجبل وخلفياتها السياسية الأمنية، ورصدوا المواقف كافة منها. كما أن بعض الدول العربية المتابعة أبدى حرصا على عدم استفراد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عبر محاولات تحجيم دوره التدريجي في المعادلة السياسية نظرا إلى انعكاسات ذلك المضرة بالاستقرار في لبنان.
وأوضحت المصادر لـ”الحياة” أن القلق من آثار الخرق المستمر لاتفاق الطائف لجهة الصلاحيات، ومن اعتماد المواقف التي تعاكس مبدأ النأي بالنفس عن حروب وأزمات المنطقة، لا يقتصر على السعودية والدول الخليجية، بل يشمل في شكل رئيسي القيادة المصرية التي أبدت انزعاجا شديدا من التطورات الأخيرة في لبنان ولا سيما الحملات التي تأخذ طابعا طائفيا تحريضيا من قبل رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل والتي تمس بصلاحيات رئاسة الحكومة في لبنان وتضعف دور الرئيس سعد الحريري في المعادلة اللبنانية. وقالت المصادر السياسية إياها إن القاهرة متنبهة إلى الآثار السلبية للإخلال بالتوازن اللبناني، وتبدي تشددا في رفض إخضاع لبنان لتجارب مخالفة لهذا التوازن نظرا إلى انعكاسات ذلك السلبية على مستقبل الوضع فيه.