صـحـيـفـة الـديـار
نصيحة واحدة نقلها الموفدون الامميون الى حزب الله من هوكشتاين الى لودريان وما بينهما زوار بريطانيا وقبرص والمانيا وايطاليا «اوقف جبهة الجنوب ودعم حماس وخذ البلد والرئاسة ورفع العقوبات»
هذه الاغراءات كلها رفضها حزب الله واكد على وحدة المسار والمصير مع غزة.
عندها اعتمد مسار دولي اخر في الضغوطات والتهديدات قائم على ابعاد حزب الله مسافة عدة كيلومترات عن الحدود.
لكن الموفدين الدوليين والعرب فوجئوا براديكالية الرئيس نبيه بري وجوابه القاطع «تقريب الليطاني الى الحدود اسهل من انسحاب حزب الله عدة كيلومترات عن الحدود»
عندها عاد مسار التهديدات الاميركية – الاوروبية للارتفاع بتدمير لبنان واعادته الى العصر الحجري وبث اجواء اعلامية تهويلية على الشعب اللبناني بقصف محطات الكهرباء والماء والبنى التحتية.
هذا المسار التهديدي ما زال قائما حتى الان، وكرره المسؤولون الاسرائيليون امس، وطالب رؤساء سلطات محلية من المناطق القريبة من الحدود مع لبنان نتنياهو وكابينت الحرب بتسوية المنطقة الممتدة من الخط الحدودي حتى 10 كيلو مترات داخل لبنان بالارض…
من اجل التخلص من التهديد المباشر على البيوت الذي تشكله الصواريخ المضادة للدروع التابعة لحزب الله.
كما حذر وزير الخارجية الاسرائيلية من ان لبنان سيدفع الثمن اذا لم يتراجع حزب الله عن الحدود، واستبعد الوصول الى وقف لاطلاق النار.
وحسب مصادر سياسية رفيعة، فان مواقف الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والحكومة مجتمعة بالاضافة الى مواقف وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وجبران باسيل والكتل النيابية ومعظم القوى السياسية الداخلية…
حصن الموقف اللبناني في وجه الضغوط الخارجية ومنع اللعب على التناقضات الداخلية كما حصل خلال حرب تموز.
وادى تعامل حزب الله الاستثنائي مع جبهة الجنوب والحرص على عدم توسعها والحفاظ على البلد ومصالحه، الى ضبط خطاب المعارضين لحزب الله نسبيا وابقائه تحت السقف، باستثناء مواقف سامي الجميل الاخيرة وبعض النواب التغيريين في جلسة الموازنة امس.
هذا النهج في التعامل المعتدل ترجم اعلاميا ايضا من المحطات التلفزيونية الذين سخروا شاشاتهم لنقل عمليات المقاومة في الجنوب.
وفي المعلومات المؤكدة، ان قوى 8 اذار وزعت تعاميم داخلية بتجنب الانتقادات للمملكة العربية السعودية في الاطلالات الاعلامية ودعم مواقفها الرافضة للدخول في احلاف خارجية ضد اليمن وعدم المشاركة في الغارات الاميركية البريطانية على الحوثيين.
وهذا ما جعل التحركات ضد اليمن تفتقر الى الغطاء العربي، وقد ابلغ السفير الايراني اماني السفير السعودي البخاري في لقاء الخيمة باليرزة تاييد طهران ودعمها للمواقف السعودية من النزاع الدائر في البحر الاحمر والوقوف الى جانبها في وجه اية ضغوط.
كما ان الموقفين الايراني والسعودي يلتقيان على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة كمدخل لسحب كل التوترات الحالية في المنطقة وينسقان على اعلى المستويات في هذا الملف.
كما ان الرياض رفضت طلبا اميركيا بتاجيل فتح السفارة في دمشق، بعد ان عرقل الضغط الاميركي اعادة الامور الى مسارها الطبيعي بين البلدين منذ القمة العربية.
والسؤال، هل تؤدي الاجواء الايجابية بين طهران والرياض الى فتح خيوط التواصل بين السفير السعودي البخاري وحارة حريك؟
وهل يتحرك الاصدقاء المشتركون على خط العلاقة بعد سحب الكثير من الملفات التي ادت الى انقطاع التواصل، رغم ان هذا الامر ما زال من المبكر التطرق اليه وتناوله.
والسؤال ايضا، هل ينعكس التواصل الايراني السعودي المصري على ملف رئاسة الجمهورية ايجابا؟