صـحـيـفـة الأخـبـار
المخاوف الإسرائيلية من مستقبل المواجهة في الجبهة الشمالية، تطغى على ما سواها من حزمة المخاوف الناجمة عن عملية طوفان الأقصى وما تلاها من فتح لجبهات مساندة عديدة.
وتكاد تصريحات القادة الإسرائيليين المتعلقة بالجبهة الشمالية تضاهي تلك المتعلقة بالحرب الدائرة في غزة.
وفي هذا الإطار، قالت «القناة 12» في تلفزيون العدو، إن الوضع في الشمال خطير جداً، وإسرائيل تقترب من لحظة اتخاذ قرار، معتبرة أن «اتخاذ القرار في هذه الحالة كمن يوقّع على دخول الجحيم.
وفي الحقيقة لا نعرف من هو المحقّ، أَهو (وزير الدفاع يوآف) غالانت الذي يتفاخر بأنه دفع للقيام بعملية عسكرية ضد حزب الله (بعد 4 أيام من طوفان الأقصى) أم (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو و(الوزير في حكومة الحرب غادي) آيزنكوت اللذان يتفاخران بأنهما منعا ذلك؟».
فيما قال رئيس مجلس «ماتولا» في الشمال:
نحن لسنا شعباً حراً في بلدنا، ولا يهمّ مقدار الأموال التي نستثمرها نحن بحاجة إلى الأمن أولاً.
بدوره، واصل غالانت تكرار الموقف الوحيد المتاح حيال التطورات في الشمال، إذ قال: نحن نراقب كل ما يحدث في الشمال، حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن.
نحن لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطور في الشمال، لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال.
ومن الواضح أن الحسابات السياسية الخاصة للأحزاب والشخصيات الإسرائيلية المتناحرة على السلطة، تحتل هامشاً واسعاً من أصل التفكير في كل موقف وقرار.
وهذا ما ألمحت إليه «القناة 12» العبرية بقولها:
إن أعضاء الكابينت الموسّع يكتبون النصوص التي سيتحدثون بها داخل الكابينت ثم ينشرونها كما هي.
وهذا يدلّل على أن أصابع سياسية هي من تدير وتخطط لهذه التسريبات المبرمجة سلفاً»، لكنها أكّدت أن «الشيء الوحيد الذي لا يُسرب في الكابينت هو المداولات والبدائل والخيارات المتعلقة بجبهة الشمال مع حزب الله».
موضحاً أن «هذا له دلالات سياسية لأن كل التسريبات تتعلق بمواضيع لها حيثيات سياسية مرتبطة بالبرنامج الانتخابي للأحزاب».
حالة «الهَرْج» الإسرائيلية الحاصلة ربطاً بالضغط الكبير الناتج عن عمليات حزب الله انطلاقاً من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة، لا تقل عن تلك الأميركية…
خصوصاً أن البيت الأبيض يحاول بشتى الطرق «إقناع» نتنياهو بالسير بالرؤية الأميركية لإدارة الحرب إن على جبهة غزة أو جنوب لبنان، أو حتى في اليمن.
وفي هذه المناسبة، برز موقف أميركي على لسان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركيّ جون كيربي، إذ قال إننا «لم نرَ أنّ حزب الله ينضم حتى الآن فعلياً لمساعدة حماس، بما يُمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
لكن، على عكس ما قاله كيربي، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد طباعة دليل قديم لتكتيكات الدفاع المنسية منذ عام 1956، ليستطيع التعامل مع المعارك مع حزب الله.
وهو يحتوي على تكتيكات، منها كيفية حفر الفصائل العسكرية لجحور تشبه جحور الثعالب، وذلك مع تحول الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى ما بات يوصف بأنه «حرب غير رسمية»، أو حرب بكل أركانها ما عدا اسمها.
ورأت الصحيفة الأميركية أن «حرباً غير معلنة تختمر على طول الريف الجبلي الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان.
وينخرط في تلك الحرب العدد نفسه من الجنود المشاركين في الحرب داخل قطاع غزة».
مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين يحاولون -بلا جدوى حتى الآن- أن يتوسّطوا في اتفاق لوقف إطلاق نار، يسحب حزب الله بموجبه قواته بعيداً عن الحدود.
فيما حثّت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم شن هجوم بري على الجنوب اللبناني. لأن خطوةً كهذه ستؤدي إلى تصعيد حادّ لحرب الشرق الأوسط.