كتب زياد الزين:
▪️في رغبة معظم البشر على كامل المعمورة ، اعداد احتفالات ضاربة شرقا وغربا ، استقبالا لعام قادم ، مرفقة بمجموعة من البروتوكولات ، التي لا تنطوي الا على دعم المشاريع الاستهلاكية في جميع القطاعات المترابطة، ضمن منظومة أسست لها الرأسمالية الناعمة قبل أن تترسخ متوحشة ، وصولا الى انهيارات اشتراكية عالمية كانت تحلم بانجازات عميقة ، لكنها وقعت في فخ المزايدة ، فسقطت عاجزة عن المنافسة بحكم الانعزال.
▪️والسؤال: لماذا التصويب على عام قادم ، وهو يختزل جزءا من الأقدار، ويتعاطى مع كل العناوين الافتراضية : التخطيط ، مروحة واسعة من الاحتمالات ، الحياة أو الموت ، المرض، الحروب وصولا الى سقوط مفهوم الحتمية …وبالتالي زيادة هامش الصح والخطأ ، والفجوة بين المخطط والحاصل…
▪️أما ان نراجع بانفتاح وعدم تعصب للذات ، لعام مضى، فيه كل المفردات المحققة ، ومعالجة الفرص الضائعة ، والتحديات الماثلة، كما فيه ، من الصدق والحرص ، ما يعيد الإنسان إلى حالة التوازن ، ويتنازل عن شجرة الاستعلاء ، ويفتح الأفق للمراجعة شكلا ومضمونا.
▪️في لبنان ، ينطبق ما اوردناه أعلاه ، ونحن ننحاز حكما الى الشريحة التي تبحث عن ابتسامة ضائعة ، تم اجلاؤها بموجب موجات الدموع ، التي أصابت
أس الطبقة الاقتصادية لتركيبة المجتمع اللبناني والتي انهارت نتيجة سياسات عمياء عشوائية ليست وليدة الصدفة.
▪️هذه الشريحة لها دور وطني عميق ايضا ، باعتبار أنها مجتمع يزود المقاومة في كل فصولها ، بطاقة الدفء الذي يأنس ، لثقافتها ، وروحها التي لا تستهلك شعارات بل تقدم معايير مرجعية ؛ مع التمسك بالثوابت الوطنية ، القيمية، الأخلاقية ، والروحية.
▪️ونتطلع الى عشرات آلاف المغتربين ، الجناح الطائر فوق المطبات الفراغية للعجز اللبناني ، الهدر المتقن ، سياسات المحاور ، والتلطي خلف برامج لا تخدم الا النوايا في الزوايا.
▪️هنا يقع التمني ، على المغتربين اللبنانيين ، توفير قاعدة دعم للعوائل المحدودة الدخل ، للتهجير القسري ، للثبات غير المتعفف ، للمرابضين على كل التلال ، وبمعنى صريح لاستقامة لبنان ، للصمود أمام اجتياح مضمر بكل الأسلحة العدوانية.
▪️ان هذه الدعوة ، هي صرخة أمل في مواجهة أعراض الألم ، ودائما نتطلع الى عام قادم ، فيه ايمان راسخ بالقدرات والطاقات والطاعة الإلهية ، لتجاوز كل المحن.
▪️في الشأن الداخلي ، المفتوح على كتاب ما يجري في المنطقة ، انطلاقا من غزة الجريحة، ما تعودنا أن نرسم دوائر انتصار على أي فريق في الوطن ، وتعالينا عن كثير من الكدمات ، من أجل تطويع الجميع في رحاب الشراكة الوطنية ، ثمة من يصر على اجترار معادلة الربح مقابل الخسارة ، مع وهم اقتناص الفرص ، والاستفادة من المشاغلة الميدانية ، وصلابة التفاوض مع القوى الدولية.
▪️يبدو، أن البعض يمد أسلاك ” تلفريك ” للوصل بين العامين ، فلن تنفع حتى خطوط التوتر العالي.