مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
وفي اليوم الثالث والعشرين على حرب غزة، بدت الصورة هكذا:
اسرائيل بين تخبط سياسي وتقدم عسكري:
عسكريا، زاد الجيش عديد قواته داخل القطاع، وكشف أحد الجنرالات “أننا قمنا الليل بزيادة دخول قوات من الجيش إلى غزة وانضمت إلى القوات التي تقاتل هناك”.
سياسيا، حاول نتنياهو إبعاد الملامة عنه، فحمل المسؤولية للأمنيين قائلا: “جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الأمن الداخلي، كانوا يعتقدون أن حماس كانت تخشى التحرك وتسعى إلى ترتيب ما “. لكن كلام الليل محاه النهار إذ سحب نتنياهو تصريحه واعتذر قائلا: “كنت مخطئا، لم يكن ينبغي أن أقول ما قلته”.
اميركيا، واشنطن على موقفها من حماس، عبر عن ذلك مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الذي طلب من اسرائيل التمييز بين حماس، “الأرهابيين” كما وصفهم، والذين يشكلون أهدافا عسكرية مشروعة، وبين المدنيين. هذا الموقف شكل الغطاء لأسرائيل في اغتيالها لقادة حماس، وجدد الضوء الأخضر للمزيد من هذه الاغتيالات.
على الجبهة الجنوبية، ما يشبه استراحة المحارب نهارا قبل أن يعود التصعيد مساء، من خلال صواريخ أطلقتها قوات الفجر الجناح العسكري للجماعة الاسلامية.
***********
مقدمة تلفزيون “الجديد”
بحراسة أسطولين أميركين: جيرالد فورد وآيزنهاور, وحصانة نظام سات المتطور, وبمشاركة اثنتين وستين طائرة أميركية تدير المعارك من قلب إسرائيل, وبتمكين سياسي أميركي غربي لم يحدث في تاريخ الكيان, أفشل أهل غزة ومقاوموها محاولات الاجتياح البري الاسرائيلي الذي تم تخفيضه الى رتبة “تحرش بري” وفي اللغة العسكرية، فإن إسرائيل لم تتقدم بل تواجه بمقاتلين سواء تنظيمين في حماس والجهاد أو عبر أهل القرى. وفي خطوة تصد مباغتة، نفذت كتائب القسام عملية إنزال قرب معبر “إيريز” هي الأولى من نوعها بعد طوفان الأقصى وأعلنت القسام أنها دكت الموقع بقذائف الهاون والصواريخ فيما تحدثت إذاعة العدو عن قتال لا يزال مستمرا مع المسلحين عند المعبر، مشيرة الى أن القسام استخدمت نفقا في محيط “إيريز” واسرائيل التي دخلت تاريخيا خمس مرات الى غزة، تعاني أزمة الدخول السادس الذي يسير على جمر القرى والمخيمات.. وما تحت الأرض يهدد ما فوقها وتخوض قيادات اسرائيل هذه الحرب.. توازيها حروب سياسية داخل الكيان انفجرت بين نتنياهو وأجهزته الأمنية محملا رئيسي “الشاباك” والاستخبارات العسكرية مسؤولية الإهمال في رصد عملية “طوفان الأقصى” واعتذار نتنياهو من القيادات العسكرية لم يلغ استمرار الصراع الممتد أيضا إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وسواء دخل جيشه إلى أطراف غزة, أم صارت دباباته رمادا، فإن رئيس وزراء العدو محكوم بالركون إلى التفاوض في مقابل تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطنيين وتلك المهمة تواصلها دولة قطر بمواكبة أميركية بدأتها مساعدة وزير الخارجية باربرا ليف وليس على جدول زيارة ليف أي محطة في لبنان البلد الذي يضبط خيوط الاشتباك عند الجبهة الجنوبية واليوم اطلع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مجريات الوضع في ظل تطورات غزة والمساعي التي تقوم بها الدوحة في ملف الأسرى ومع حالة “النيران المستقرة” جنوبا فإن إسرائيل وسعت بين الأمس واليوم من دائرة عدوانها.. فردت المقاومة التحية النارية بمثلها وأطلقت صواريخ تخطت مناطق الاشتباك المتعارف عليها وآخر استهدافات المساء إعلان حزب الله عن اسقاطه مسيرة إسرائيلية في شرق الخيام بصاروخ أرض جو بعد إصابتها إصابة مباشرة وشوهدت تسقط داخل الاراضي الفلسطينية.
وابعد من مسيرة، فإن مناصرين للحزب سيروا اثنتي عشرة ثانية للسيد حسن نصرلله في فيديو عمره أكثر من عام. فتسببت هذه الثواني باطلاق صفارات الانذار السياسية والامنية داخل القيادات العسكرية الاسرائيلية وعلى الصحف العبرية التي بدأ محللوها التحسب الى الثواني الدقيقة.
***********
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
اليوم هو اليوم الثالث والعشرون للعدوان الاسرائيلي على غزة. عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز ثمانية آلاف جلهم من الأطفال والنساء. والمصابون يقترب عددهم من العشرين ألفا. أما الدمار في طول القطاع وعرضه فحدث ولا حرج. حتى أن مناطق تغيرت معالمها تماما.
صحيح أن جرح غزة عميق ووجعها كبير، ولكنها مع ذلك صامدة صمودا خياليا بشعبها رجالا ونساء وأطفالا وبمقاومتها التي تبتدع بطولات يوما بعد يوم وتعطي دروسا في الدفاع عن الأرض والعرض. من هنا يبدو العدو أضعف من خوض غمار مغامرة برية في القطاع ما دفعه الى الإستعاضة عنها بتوغلات محدودة للإيحاء بتحقيق إنجازات تعيد بعض الاعتبار لجيشه ومخابراته وقيادته السياسية. حتى بنيامين نتنياهو نفسه لم يصل به الأمر الى حد وصف هذه التوغلات بأنها اجتياح بري متوقعا في الوقت عينه معركة طويلة وصعبة. هذه الصعوبة عبر عنها نتنياهو بتخبطه وإرباكه عندما حمل بالأمس الاستخبارات الاسرائيلية المسؤولية عن عملية طوفان الأقصى ليقدم اعتذاره عن هذا الكلام في اليوم التالي.
واقع الحال ان ما جرى في السابع من تشرين الأول اوكتوبر الجاري كان صفعة قوية في وجه الاحتلال بحسب تأكيد الرئيس نبيه بري خلال استقباله وفدا قياديا من حركة حماس برئاسة الشيخ صالح العاروري.
رئيس المجلس وجه التحية للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي الحقت هزيمة تاريخية بجيش العدو ودعا جميع الدول والبرلمانات الى العمل لوقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
من جهة أخرى حضرت التطورات في الأراضي الفلسطينية والمنطقة في زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقطر المحطة الأولى في جولة عربية.
***********
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
يتواصل السباق بين الديبلوماسية والمدفع، على وقع محاولات رسم خطوط جديدة بالبارود والنار وفشل مساعي التوافقات السياسية. ولليوم الثالث والعشرين، تبقى أنظار العالم المترقب لسير الأحداث على غزة. لكن قادة العالم لم ينجحوا حتى الآن، في وقف آلة الحرب والدمار والدماء. والنتيجة، تزايد لائحة الضحايا، مع اعتماد الجيش الاسرائيلي على سياسة القضم لقطاع غزة، وشتاء القنابل والصواريخ التي لا تفرق بين البشر والحجر.
في غضون ذلك، يواصل الجناج العسكري لحركة حماس حضوره الصاروخي، مستهدفا مدنا اسرائيلية، ومعبرا عن جهزويته لمواجهة أي تقدم اسرائيلي إضافي في القطاع. وفي ما يشبه حرب الشوارع، باتت المواجهة تتم عن قرب، ويستخدم فيها الهاون القريب المدى. بينما الاتصالات الدائرة، عربيا ودوليا، وأبرزها لقطر، لم تنجح حتى الساعة في التوصل الى ابرام صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين، وتأمين هدنة انسانية، لكن المساعي ستستمر.
في الأثناء، وبينما يزور وزير الدفاع الفرنسي لبنان الأربعاء، لتفقد قوات اليونيفيل وتأكيد تمسك فرنسا باستقرار لبنان، انضمت الكويت الى الدول العربية والغرببية الداعية رعاياها في لبنان الى المغادرة في ضوء عدم الاستقرار الأمني والخوف من توسع رقعة المواجهة المنحصرة حتى الآن في بضعة كيلومترات على الساحة الجنوبية. فاسرائيل تستهدف مناطق حدودية بالقنابل الفوسفورية وصواريخ الطائرات من دون طيار، وحزب الله يستهدف مواقع اسرائيلية حدودية وفق منطق “العين بالعين”، ساعيا الى تقليص القدرة الاسرائيلية على الرصد والتجسس على طول الحدود.
هذا الواقع المقلق، دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لبدء جولة خارجية من قطر، في مسعى لمنع انجرار الأوضاع في لبنان والمنطقة الى مزيد من الـتأزم. بينما لا تبدو الحركة السياسية الداخلية على قدر خطورة المرحلة، والتواصل القائم بين الكتل والأفرقاء، لا يوصل الى كسر حلقة الفراغ الرئاسي المستمر، وعقد جلسة لانتخاب رئيس، يشكل انتخابه مفتاح الانقاذ، والخطوة الأولى لاعادة تكوين المؤسسات على أسس سليمة، واطلاق عجلة الاصلاح المطلوب. في حين، تبدو المساعي العربية على الصعيد الرئاسي مجمدة، حتى اشعار آخر.
**********
مقدمة تلفزيون “المنار”
هي بيوت اراد الله لها ان ترفع الامة، وتذيق الصهاينة شيئا من البأس الموعود. إنهما بيت لاهيا وبيت حانون الواقعتان على اطراف قطاع غزة حيث يغرق المحتل وقواته المستدرجة الى وحل الهزيمة، على ايدي الفلسطينيين المتأهبين لملاقاة قواته، فيما هم مستمرون باطلاق الصواريخ على مدنه ومستعمراته. فغزة التي تذبح وأهلها بكل انواع الحقد الاميركي الصهيوني وعلى مرأى العالم، يقف اهلها من بين الانقاض يضربون المحتل فيصيبونه بدباباته وآلياته، ويبادرون بالهجوم تجاه قواته، بل ينفذون انزالات خلف خطوطه.
هو نزال على وقع الدم الفلسطيني الذي يسيل من الاطفال والنساء والمدنيين، الذين تدفن بعضهم طائرات العدوان تحت منازلهم، فيما المعروف منهم بلغ أكثر من ثمانية آلاف شهيد بحسب وزارة الصحة في غزة. وبحسب واقع الحال لدى الصهاينة الذين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، فهم مشتتون بخياراتهم وقراراتهم، وهو ما يؤكده كل يوم اداء قادتهم وضياع جيشهم، فاتهام بنيامين نتنياهو العلني لقادة الجيش والامن بالمسؤولية عما جرى في السابع من تشرين، فتح الجرح الذي لم يندمل اصلا بين الساسة والعسكر، وان كان نتنياهو قد اعتذر عن تصريحه لكنه من الصعب لملمة تداعياته على كيان موتور نزفت هيبته ووهم قوته واثبت من جديد انه اوهن من بيت العنكبوت.
كيان محاصر بخياراته، عاجز الا عن ارتكاب المجازر التي لم تستطع على مدى ثلاثة وعشرين يوما ان تكسر شعبا محاصرا، بل هم من حاصر العدو بملف الاسرى رامين بكرة النار لتحرق عميقا داخل المجتمع العبري وحكومته المربكة..
حكومة اينما ولت وجهها صفعتها المقاومة التي اصابتها اليوم في جنوب لبنان بسلاح جوها، عندما اسقطت المقاومة الاسلامية بصاروخ ارض جو مسيرة صهيونية فوق بلدة الخيام، في تطور لافت سيحسب له العدو الف حساب. ولانهم يحسبون كل صيحة عليهم تراهم اليوم مقتولين بصمت الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بل يحللون بمشهد من ثوان لسماحته نشرته وسائل التواصل الاجتماعي فنشر الرعب في قلوبهم.
************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
لم تحجب التظاهرات الضخمة في عدد كبير من العواصم والمدن، فضلا عن تصريحات عدد من كبار المسؤولين الامميين، الضوء الاخضر الممنوح اقليميا ودوليا لاسرائيل كي تمضي في عمليتها البرية، التي تجاوزت حدود الرد على احداث 7 تشرين الاول حتى باتت بمثابة الابادة الجماعية لشعب محاصر في بقعة صغيرة منذ عام 2006، في وقت تطور العنف في الساعات الاخيرة بشكل غير مسبوق، وسط كلام عن استخدام العدو لأسلحة اميركية نوعية جديدة، في اطار المعونة الاضافية التي خصصها الرئيس الاميركي للكيان العبري.
وفيما لم يعرف بعد الصدى الفعلي لاعلان “يحيى السنوار” استعداد حماس لمبادلة جميع الاسرى لديها بجميع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ظلت العيون شاخصة في اتجاه جنوب لبنان، الذي يشكل المؤشر الاول الى احتمال توسيع الجبهات، حيث واصلت المقاومة ردودها الدقيقة على الاعتداءات المتكررة، بالتنسيق مع الجيش، ووسط التفاف شعبي وسياسي كبير.
والحدث الابرز هذا المساء على الجبهة الجنوبية، اندلاع النيران في مستوطنة كريات شمونة، والمعلومات الواردة عن تسلل انطلاقا من لبنان.