كتب: زياد الزين
ان ما حققه شباب المقاومة في غزة من انجازات خلال ٢٤ ساعة ساهم في اللغة السياسية بتهديد بنيوية الكيان الاسرائيلي وشكر الخطرالوجودي لدولة اعتقد من زكاها، انها حفرت في صخر، ليتبين ان اي سيل ترفده سواقي الكرامة الانسانية والارادة الالهية سيجرف أرضا منطين، بل حتى تخشى من البلل.
وما أود التطرق اليه اليوم فكرة واحدة، اوجزها ” لغة الانتصار” اذ لطالما راهنت أنظمة مربكة على تسويق فكرة المصالحة والمساكنة فيزواج غير شرعي بين دولتين، وتذويب القضية الفلسطينية لصالح تطبيع كان مقنعا بعدة أحزمة، وأصبح اليوم ظاهرا فاقعا دون كفوف ودونخجل ودون حد أدنى من أدبيات الانتماء الى الدين واللغة والعروبة.
انتصار إلهي لا شك انه محفوف بالمخاطر وفي المؤكد دراسة التبعات في زلزال تتعرض له غزة وهو في مقومات صموده سيؤدي حكما الىانتصار سياسي يحوي كل الانجازات العسكرية المتراكمة على مدى الفترة الزمنية لمعركة الوجود والتي تحتاج الى دعم محور متكامل في الصمود.
ان تبني لغة الانتصار، تراكمية في الزمن، ولن تكون هرمة، فالجنوب من قبل صاح ” سلاحي مهما كان وضيعا” وأصاب الهيكل ومن وراءهبمجموعة من الانتكاسات على مر الحروب العبثية التي خاضتها اسرائيل ضد لبنان، وكان الهدف تطويع الأمة وليس تدجين لبنان وحده.
لبنان هذا، في معادلته الماسية لا يمكن ان يكون متفرجا على محاولة تصفية قضية بأكملها، وموقفه السيادي المتمسك بالقرارات الدوليةذات الصلة يضغط على المجتمع الدولي بعدم السماح للعدو تجاوز قواعد الاشتباك، ولبنان هذا بغض النظر عن ” ضعيفي النفوس” الذينيسوقون أنفسهم ” بعضلات منتفخة”، يدرك في شعبه وجيشه ومقاومته أين يصيب ومتى وكيف، وان التصويب مدروس ومستدرك وواعومضمون وفيه كل الحكمة والنضوج.
لغة الانتصار هي لغة مصارحة بين غزة المحاصرة حاليا، والجنوب المحرر بانتزاع الشوك من خاصرته،
ايام معدودات، ربما نتفق على تاريخ يوم تحرير واحد، نحتفل سويا في ان قبضة الوحدة في فلسطين خط مواز متكامل لخط التعايشوالمقاومة، في بلد ولد فيه الامام موسى الصدر وعينه الساهرة على الدوام نحو حدود الوطن ومن خلفها “شرف القدس”.