اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى ان “الواجب الإنساني يقتضي ان تتحمل الحكومات العربية مسؤولياتها امام شعوبها في التدخل والضغط لإيقاف المجزرة المستمرة في غزة والتي يندى لها جبين الإنسانية، وعلى هذه الحكومات ان تنصاع لمطالب وتحركات شعوبها في التضامن مع فلسطين والتنديد بمجازر العدو الصهيوني، فتقطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الغاصب وتتخذ مواقف حازمة تلجم العدو عن الاستمرار في اجرامه”.
وخلال خطبة الجمعة، لفت الخطيب الى ان “التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني هو ضرورة وشرط للحفاظ على الامن القومي المهدّد بعد أن أسفر العدو عن أهدافه الحقيقية ولم تنفع معه كل التنازلات واتفاقيات السلام، وغزة اليوم هدف اول للعدوان الصهيوني وبعدها بيروت وعمان والقاهرة وصولا لكل الدول والعواصم العربية والإسلامية، والتضامن العربي يتعزز ويؤتي ثماره ويحقق مفاعيله على مستوى الامة من خلال التضامن العربي الإسلامي الذي يفشل مخططات ومشاريع العدو في تفكيك الامة وضرب شعوبها وتخريب دولها”.
وطالب الخطيب “الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب الحرة ان تعبّر عن تضامنها على مختلف المستويات والاشكال مع الشعب الفلسطيني المقاوم، فلا تبخل في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الذي يبذل الدماء فداءً لفلسطين ونيابة عن شعوب الامة”، معتبرا ان “المطلوب الان تنسيق عربي إسلامي لحماية غزة لا الانتظار ليتبين وجهة المعركة حتى يستثمر في الانتصار، فالفلسطينيون أصحاب حق وقضية محقة ولا يجوز بأي شكل من الاشكال ان يتركوا فريسة للوحش الصهيوني الذي اندحر مهزوماً امام الإنجاز النوعي التاريخي الذي حققته المقاومة في فلسطين حين اثبتت ان هذا الكيان نمر من ورق، وان إرادة الحق اقوى من قوة الباطل والة الشر، واهم إنجازات المقاومة هي اعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة للإعداد للمعركة الكبرى النهائية لانها تحتاج الى كلفة عالية لم تنضج اليوم، ولذلك اهم مهمة للمقاومة اليوم وضع الأمة عند مسؤولياتها وادخالها في المعركة الكبرى، وهذا يحتاج إلى تراكم الانجازات التي أرى ان ما يجري اليوم سينتهي إلى انتصار مدوٍ يحقق هذه المقدمة النهائية للمعركة الكبرى التي تحرر القدس وكل فلسطين، ونحن ان شاء الله سننتصر على عدو امتنا بفعل وحدتنا وصبرنا وتمسكنا بخيار المقاومة والممانعة والصمود والله لا يخلف وعده”.
وتابع :”نحن اذ نوجه تحية الاكبار والتقدير الى شهداء المقاومة في لبنان الذين روت دماؤهم ارضنا المباركة دفاعاً عن كل اللبنانيين، ونؤكد من جديد ان المقاومة كانت ولا تزال الدرع الفولاذي الذي يحمي لبنان بعد ان دحرت الاحتلال عن ارضه وفرضت معادلات تخدم مصلحة لبنان، وهي شكلت ضمانة لردع العدو الصهيوني عن ارتكاب أي عدوان ضد لبنان وشعبه، من هنا فان الوقائع والاحداث الجارية تثبت مجددا انها لا تزال اكثر من حاجة وضرورة للدفاع عن لبنان وحفظ شعبه وصون سيادته، ومن غير المقبول التشويش على دورها وسلاحها بعد الإنجازات العظيمة والتضحيات الكبيرة التي قدمتها لحماية لبنان ولم تجر لبنان الى الدخول في مواجهات عبثية وليست في مصلحة لبنان وانما كانت دائما في موقع دفع الاحتلال والعدوان وتحرير الارض وردع العدو الذي يمارس الارهاب والعدوان والاحتلال ويتربص بلبنان الفرص للانتقام لهزائمه ولم يتخل يوماً عن مشروعه التوسعي لاحتلال المزيد من الأراضي”.
واضاف :”أيها اللبنانيون، ان الوضع في المنطقة خطير يستدعي منكم وضع الخلافات السياسية جانباً والعمل لتحصين الوحدة الوطنية من خلال الإسراع في تشكيل شبكة امان سياسي تحمي لبنان وتحقق الاستقرار السياسي المطلوب في هذه المرحلة الحرجة، فيتم التوافق السريع على انتخاب رئيس للجمهورية يجمع كل اللبنانيين ويعيد تفعيل المؤسسات العامة تمهيداً لتشكيل حكومة طوارئ انقاذية تتصدى لمعالجة الازمات والمشاكل وتعزز منعة لبنان في مواجه التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية”.