زياد الزين
منذ طفولتي التي نشأت فيها على تربية سلوكية وتغذية روحية ترتبطان بالمنقذ وثقافة عدل الأرض بأمر من عدالة السماء ، ثمة نور يدخل في ثنايا الوصايا كان وما زال اسمه موسى الصدر ، واعترف اني لم استوعب حينها فكرة الحركة السياسية المطلبية، لكني تمسكت بالقمر في ظلام واقع كان يخيفنا في آداء انعزاليي التاريخ، وتوالت أيام الدراسة كتبا ومحاضرات نظرية لا شك انها تراكم رجولة المواقف وجهوزية إنتاج كوادر متعلمة تحتاجها حركة أمل في كل المنعطفات ، لكن كنت انظر بموازاتها إلى عالم من الانتظام الايماني ، إلى كوادر تحاضر في الإيمان والاستيعاب والفكر المقاوم والثقافة غير المقتبسة من الغرب والمنفتحة على التعايش ، والأهم رسم قواعد صلبة لعمل مقاوم ، لا تتم المتاجرة به في أوراق التفاوض السياسي ، وغير ضاغطة في يوميات الحرب الأهلية، استفقت حينها على التظاهرات الطلابية والمواقف الجريئة ومطالب الناس وحسمت خياراتي عاطفيا في المرحلة الأولى وفي النضوج العقلاني في المرحلة الثانية والنهائية.
المقدمة نموذج عن كثيرين تعرفوا برقي شامخ إلى حركة الإمام موسى الصدر ، وعرفناه بعمق في يوميات بربور واستاذ السياسة وكسر الهاء في أي تهديد مباشر لنهائية التداخل بين الطائفة الشيعية ولبنان ، وان كل الحروب التي خاضتها حركة أمل كانت من أجل أهداف سامية ، وطنية بامتياز، وطبعا ومن دون تردد او خوف ، الطائفة الشيعية ركن لبنان التاريخ وقطب الرحى في اي تسوية او اتفاق لكيانية لبنان النهائي.
اليوم وبعد هذه السنوات الحاملة لعشق اللقاء والتي دفعت باتجاه إنجازات كبرى لحركة مباركة هدية لوحدة الوطن وتحرير جنوبه من الاقطاع والاحتلال كنموذجين متساويين في الضرر والأذى وعمى الألوان ، وقبل كل ذلك تصويب النتائج نحو رحلة انتظار الإمام موسى الصدر ، والإيجابية هنا أن اليأس لا يدخل إلى قلوب المحبين ، طالما انهم بأنفسهم وفي العمق الثقافي والعقائدي ينتظرون المخلص في لغة كل الأديان ، مع خصوصية الطائفة الاثني عشرية.
في الذكرى ٤٥ للاخفاء، يبدو أن المتربصين حاولوا إطلاق رصاصات الرحمة على القضية ، وأعتقد أن الهدف لم يكن القضية ذاتها ، بل الموج الهادر الذي كانت أصداء الدعوات والتعاميم واللقاءات ووسائل التواصل تنبئ إلى حدث كبير في قلب العاصمة النابضة حبا وجهوزية وضاحية تتكئ إلى عائلات بقاعية ميزتها مبادئ الشرف والانتماء الأصيل وهي الأولى في الالتزام انطلاقا من مهرجان بعلبك وهي تلاقي جماهير الجنوب وفاء من النبطية وهدية من صور مدينة الإمام الصدر.
نعم ، ليست صدفة ان تكون شيم الاخلاص والوفاء وقبلها أخلاقيات الجماهير في التأكيد على عوامل حاسمة.
قضية لم تمت ، ورجل الأمانة تزداد من خلاله عوامل الثقة ، أب حنون في آب لهاب ، وأخ كبير يحرص على كل تفصيل في الآداء الذي يليق بالامام القائد.
نعم ليست صدفة في ان تكون الرسالة مدوية لكل من يريد أن يقرأ أو يكتب أو يبني مواقف سياسية ، في الحوار ، او التعنت او التصعيد ، فالجواب سبق كل علامات الاستفهام ، حركة أمل وجودية.
دمتم أيها الأوفياء.