ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، تطرق فيها إلى الوضع السياسي في البلد بالقول: “من صميم القلب، ومن على منبر الإمام الحسين (ع)، الذي علمنا أنه لا بد من الوحدة والإنقاذ، والتضامن الوطني، لأن بلدنا لا يحتمل، وإن مزيدا من الانقسام يعني مزيدًا من الكوارث، ولا بد من حل، والتأجيل خطير، لأن الفراغ تسلل إلى كل مفاصل الهيكل الوطني، وأصبح يهدد وجود الدولة ووظيفتها ودورها، لأن اللعبة الدولية لا تهدأ، والخرائط كلها أو معظمها ملغومة وحامية، وما يجري الآن مطلوب أمريكيًا، والإصرار على القطيعة السياسية خيار خطير، والحل اليوم ممكن، وباستطاعتنا أن نصل إلى ما ينقذ بلدنا، أما غدًا فأعتقد أن دونه أثمانًا كبيرة”.
وتابع :”يجب حماية الدولة ومشروعها ومركزيتها، وحذارِ من لعبة تقسيم وأقاليم، وأكرر القول إننا دعاة وحدة وطنية وسلم أهلي وعائلة لبنانية واحدة، ولا يمكن أن نقبل بتمزيق لبنان، والخطوات التي تتخذ الآن خطيرة ومريبة جدًا، وما يجري ليس بريئًا أبدًا، والحل بتسوية وطنية تجمع اللبنانيين لا تمزقهم، والبطل الحقيقي في هذا البلد من يشارك بالحوار والإنقاذ، أما المشاركة في انسداد الأفق فتزيد من الكوارث التي تضرب لبنان”.
ووجه المفتي قبلان خطابه للقوى السياسية: “الاتحاد الأوروبي والمجموعة الدولية تعمل على إغراق البلد بالنزوح عن طريق الدمج ومنع العودة، وهنا تكمن الكارثة، والحل في الداخل وليس في الخارج، لأن المنظمات الدولية والمنظمات الأهلية والجهات المانحة سواتر لغرف عمليات تعمل على نسف تركيبة لبنان وإغراقه بأزمات كبرى، ودون تضامن وطني مصير لبنان مهدد بشكل كبير”.
وشدد قبلان على أنه “لا بد من تدارك الأزمات الهيكلية للبلد، وفي هذا المجال تعيين حاكم للمصرف المركزي ضرورة ماسة بمشروع الدفاع النقدي، وسط أسوأ أزمة نقدية تعصف بالبلد، أما الخلاف الطائفي في هذه المسألة فهو عار، واللعبة الداخلية بالقرار النقدي خيانة، وكفانا تعطيلًا للبلد، رغم الضرورات الوطنية بخلفية البكاء على الرئاسة والإرث الطائفي”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “وضع لبنان الداخلي لا يمكن فصله عما يجري في فلسطين والحدود الجنوبية، وواقع المنطقة مفكك، والمقاومة ضامن استراتيجي، والمصالحات الإقليمية مهمة إلا أنها بطيئة النتائج، وذلك بسبب أفخاخ تل أبيب وواشنطن، فمن مصلحتهم إبقاء المنطقة على صفيح ساخن وحماية لبنان تبدأ من الحدود الجنوبية، والمساعدة في إنقاذ الواقع المعيشي والاقتصادي يمر بإنقاذ العلاقات اللبنانية السورية، والمؤسف أن بعض المسؤولين اللبنانيين يهمهم رضا واشنطن أكثر مما يهمهم إنقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي في لبنان”.