تبت صحيفة الديار تقول: قفزت ازمة حاكمية مصرف لبنان الى واجهة الاهتمام، مع اقتراب انتهاء ولاية حاكم المصرف رياض سلامة نهاية الشهر الجاري، في ظل ارباك وخلافات حول كيفية ملء الشغور في هذا المركز الاساسي والحساس على الصعيد المالي والنقدي، وتأمين سلامة واستمرار انتظام عمل هذه المؤسسة .
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ«الديار»، فان المحاولات والاتصالات تسارعت سعيا لتدارك تداعيات هذا الشغور، خصوصا بعد بيان نواب الحاكم الاربعة وتلويحهم بالاستقالة . وقالت المعلومات ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يواصل اجراء اتصالاته، في محاولة لعقد جلسة لمجلس الوزراء لتعيين حاكم جديد، لا سيما في ضوء ما صدر عن نواب الحاكم، وعدم رغبة نائب الحاكم الاول وسيم منصوري من تولي مهمة سلامة، في ظل الاجواء القائمة والمحاذير من افخاخ ذات طابع سياسي واشكاليات طائفية.
اما على صعيد الاستحقاق الرئاسي فان اجواء انسداد آفاق الحلول والمخارج، تطرح علامات استفهام قوية حول قدرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان على تجاوز العقبات والصعاب التي تواجه مهمته في المدى القريب، وامكانية احراز تقدم في جولته الثانية بعد عودته الى بيروت مبدئيا في 17 تموز الجاري.
وفي هذا المجال، كشف مصدر مطلع زار باريس مؤخرا لـ«الديار» عن الاجواء التي توافرت حتى الآن، ان لودريان تلقى نصيحة بالتريث وتأخير عودته الى لبنان، اذا لم يتمكن في الايام المقبلة من التوصل الى بلورة افكار ومقترحات، من شأنها ان تحدث خرقا جديا في جدار الازمة الرئاسية.
واشار المصدر الى ان اسباب وخلفيات هذه النصيحة هي الحرص على تقدم مهمته، وعلى ان يعود الى لبنان بشيء عملي، ولا يغرق في دوامة الذهاب والعودة دون تحقيق نتائج ملموسة، لكي لا ينعكس هذا الامر على المبادرة الفرنسية وجهود فرنسا تجاه الملف اللبناني.
واوضح المصدر انه استنادا الى الاجواء الباريسية، فان لودريان يضع في اولويات جولته الثانية المقبلة عنوانا اساسيا، هو اجراء حوار بين الاطراف اللبنانية، لكنه لم يحسم بعد شكل وطريقة ومكان هذا الحوار وجدول اعماله، بانتظار استكمال تواصله ولقاءاته مع ممثلي دول اللقاء الخماسي.
وعلمت «الديار» ان لودريان ينوي خلال الاسبوع المقبل التواصل مع المسؤولين المكلفين متابعة الملف اللبناني في دول «اللقاء الخماسي». وينتظر ان يبدأ مع الوفد السعودي، إما بلقاء مباشر في المملكة او فرنسا او عبر «الانترنت». والى جانب تواصله مع ممثلي الولايات المتحدة وقطر ومصر، بدأ لودريان دق الباب الايراني سعيا لتعزيز مهمته.
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ«الديار»، فان ايران عبرت في هذا الصدد عن موقفها تجاه الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ووصل موقفها الى الموفد الفرنسي، ومفاده «ان طهران كما عبّرت في غير وقت ومناسبة لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، ومنه في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وان هذا الامر متروك للبنانيين انفسهم».
وفي اشارة اضافية قالت ان لديها ثقة مطلقة بحزب الله وتعاطيه بمسؤولية وطنية مع هذا الاستحقاق وغيره.