بعض ما جاء في مانشيت البناء:
انتقل الفيلم الرئاسي الطويل إلى فصل جديد من الفوضى والعبث السياسي، مداه الزمني غير معلوم، وأما ما قد يرخيه من تداعيات فمتروك أمره لصندوق المفاجآت. ويأتي ذلك في موازاة رياح خارجية ضاغطة على الداخل اللبناني للإفراج عن رئاسة الجمهورية، وتصويب المسار الداخلي في اتجاه انتخاب رئيس في القريب العاجل.
اللافت للانتباه في هذا السياق، هو ارتفاع النبرة الاميركية تجاه الملف الرئاسي إلى حدّ التلويح بعقوبات على المعطّلين، وفق ما اعلنته مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، من أنّ «إدارة الرئيس جو بايدن تنظر في إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين على خلفية عدم انتخاب رئيس». وقالت: «إننا نعمل مع الأوروبيين لدفع البرلمان اللبناني إلى القيام بواجبه في انتخاب رئيس للبلاد»، معتبرة أنّ «إمكانية انهيار الدولة في لبنان ما زالت قائمة حتى الآن».
اما الداخل اللبناني فعنوانه الفوضى والعبث، فوضى عاجزين ومتخاذلين، وعبث مستهترين بوطن وشعب وباستحقاق مصيري تتوقّف على إتمامه، بشهادة القريب والبعيد والصديق والشقيق، عودة البلد إلى التقاط أنفاسه وانتظام حياته السياسية، وخروجه من أزمة هي الأسوأ على وجه الكرة الأرضية.. عاجزون، ومستهترون مقيمون في أحضان الأنانيات، ينتحلون صفات القداسة الوطنية، فيما هم يتكاذبون، ويزايدون ويخادعون، ويتشاركون في تسميم البلد، ويتبارون في من يشدّ حبل الفراغ اكثر على خناق الرئاسة الأولى وإعدام فرص الانفراج ووضع الملف الرئاسي على سكة الانتخاب.
فلا الانفراجات الاقليمية وجدت سبيلاً لكي تصل عدواها إلى الجسم اللبناني، ولا الجهود الحثيثة التي بذلها الأصدقاء والأشقاء استطاعت ان تخترق جدار التعطيل، وهو الأمر الذي يجعل من فرص الفرج الرئاسي ضئيلة جداً، حتى لا نقول باتت منعدمة، ذلك انّ مكونات التعطيل الداخلي ثابتة في الموقع المعاند، تفتعل المعوقات والمطبات في طريق الانتخابات الرئاسية