زياد الزين
كثيرة هي عبارات الاستنساخ التي يطلقها بعض ” العرافين” من القوى السياسية التي تنسب نفسها إلى ” المقاومة” في الحرية والسيادة والاستقلال.
وهم أنفسهم الذين خططوا ببراعة لمخطط ١٧ أيار، اذ أننا نمر بقراءة متسرعة على هذا الحدث حين نختزله باتفاق فحسب ، هو مشروع متكامل ينطلق من تسليم التاريخ لغير صانعيه وصولا الى تغيير هوية البلد وانتمائه الأصيل.
قابله سد ممانع من المجموعات المخلصة التي ابتكرت المقاومة وأسست لها ، وهي التي رسمت الحراك وتناهت الى وحدة الهدف،
في يقظة واعية الى أن الخاصرة الرخوة تتمثل حصرا في بعض من اعتلى المسرح الداخلي ، لاسدال ستارة من خلف الجمهور ، وهم يمثلون ساحة محددة ويرتبطون بمسلسل طويل ، فيه الاخراج والمونتاج ، المدعوم من الأجندة التي وزعت الأدوار والعناوين وتفويض المسؤوليات.
انه جسر العبور من لبنان الضعيف في الداخل الى لبنان المحتل على الأطراف الجنوبية ، وتكون الفرصة عندها ملائمة لتشكيل الكونتونات الطائفية بامتياز فيسهل ابتلاع لبنان ؛ ويتم اقرار مشروعي التقسيم والتوطين.
ان ما قامت به حركة أمل على مساحة كل خطوط النار، كان يستهدف المشروع وليس الفئة ، وهو عمل جهادي وليس ثأريا نابعا من ارادة حرة في تغيير أهواء الحكم اللامركزية الى سلطة سياسية مركزية ضمن منطق الدولة والمؤسسات، التي تقر وتعترف بحدودها.
انه منطق الانتصار بالحق وليس مشهدا انقلابيا، دفع الدولة للاعتراف والاقرار ان نجمة نظرنا جنوب محتل وعلينا واجب تحريره؛ وهي وان تقاعست أجهزتها في مهامها ومسؤولياتها، فإن هذه الحركة لم تمتثل للسيناريو المعد ، وأعلنت انها لا تتقاعد، إذا كانت القضية هي الأرض واذا كان الهدف احتلال موصوف.
هنيئا لكل من عايش انتصار ٢٥ أيار وكسر بوابة الحصار ثم لم يتردد في العبور الى فتح ابواب السجون، كل من سنحت له فرصة السماء في ان يكون في هذا المسار، كل من تعرف على مجتمع المقاومة في عمامة موسى الصدر، كل من تخلى عن يد ملوثة في عظة الشيخ راغب حرب، كل من خرج من الأنا والأنانية وقرأ وصية محمد سعد ، كل من عاد الى سورة قرآنية غادرنا في قدسيتها حسن قصير، كل من نطق “حي على خير العمل”.