انتشرت في لبنان خلال الآونة الأخيرة، حركة سياحية جديدة تعرف بظاهرة “بيوت الضيافة” والتي توزعت على مساحة الخارطة اللبنانية، ووُصفت بأنها “مشروع رابح” في زمن الضيق الملازم للأزمة الاقتصادية التي بدأت أواخر عام 2019.
وتشهد نسب الحجوزات في المؤسسات السياحية لصيف 2023، خصوصا في “بيوت الضيافة اللبنانية”، ارتفاعا ملحوظا يعكس ازدهار هذا القطاع الجديد، الذي يعادل عمره عمر الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وعن الإقبال الذي يشهده هذا القطاع، قال الناشط في القطاع السياحي اللبناني، نادر موسى، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الأمر ليس بجديد، إنما اللافت هو ازدهار هذا القطاع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مع حرص اللبنانيين الذين يفتحون بيوتهم لهذه التجربة الاقتصادية الاجتماعية، على تقديم تجربة لا مثيل لها للزائر”.
أكثر من 150 بيت ضيافة
أوضحت رئيسة دائرة الفنادق ومؤسسات الإقامة في وزارة السياحة اللبنانية، سارين عمّار، لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه:
“هذا القطاع ازدهر بشكل كبير، إذ هناك ما يزيد عن 150 بيت ضيافة في لبنان، تتوزع على مختلف المناطق، خصوصا في الأرياف حيث نشطت السياحة في الآونة الأخيرة”.
“أصبح لهذا القطاع مرجع رسمي، فقد اتخذ قرار بتأسيس نقابة لأصحاب هذه البيوت. وعقد اجتماع للمؤسسين، الإثنين، في مقر وزارة السياحة، تم فيه تحديد تاريخ الانتساب والترشح لانتخابات النقابة ولمجلسها”.
“الشروط الخاصة ببيوت الضيافة ميسرة، وقد تتألف من غرفة واحدة حتى 10 غرف، ويقدم أصحابها مستندات رسمية ومعلومات عن فريق العمل فيها”.
“من الشروط المطلوبة لبيوت الضيافة، أن توفر للنزلاء الجو التراثي اللبناني، وأن تنشر الثقافة والعادات الاجتماعية اللبنانية المحببة”.
“تنتشر بيوت الضيافة السياحية في لبنان بكثرة، في محافظة جبل لبنان والشوف وجبيل البترون شمالا، ومدينة صور جنوبا، وصولا إلى مناطق لبنانية جديدة هذا العام.
“تساهم هذه السياحة بإدخال المرأة إلى القطاع السياحي، من خلال إنتاج المؤونة البيتية، وإعداد المأكولات التراثية وبيعها للنزلاء”.
“القطاع ساهم أيضا بتأمين مصادر دخل جديدة للمناطق الجبلية النائية”.
“ساعد وجود هذه البيوت على إقامة مهرجانات سياحية تراثية في المناطق بشكل لافت”.
اقتصاد جديد معزز للدخل الفردي
وفي سياق متصل، قالت رئيسة تجمع مالكي الأبنية المؤجرة في لبنان، أنديرا الزهيري، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “بيوت الضيافة تعتبر مفهوما جديدا ومستوردا من الخارج، ازدهر بشكل كبير بعد الأزمة الاقتصادية”.
وأوضحت الزهيري ما يلي:
“البيوت هي عبارة عن عدة غرف، أو حتى غرفة واحدة أو منزل، يحولها أصحابها إلى مقر تراثي بعد إضافة لمسات الديكور الخاصة بالتراث اللبناني القروي، مما ينقل النزلاء إلى أجواء ريفية مريحة وأنيقة وضيافة بيتية”.
“تنمو هذه الظاهرة في المناطق الريفية والجبلية والنائية في لبنان، وتزدهر أكثر بمحاذاة المحميات الطبيعية وغابات الأرز والسنديان في المناطق المرتفعة”.
“من ضمن الإقامة في بيوت الضيافة اللبنانية، تقديم الفطور القروي التراثي، مما يجعله أقل كلفة من الإقامة في الفنادق الكبيرة وفي المدن”.
“هناك غرف بنيت خصيصا من الطين ومن جذوع الأشجار، تقليدا للبيوت اللبنانية القديمة التي بقيت سائدة حتى نهاية القرن الماضي في الأرياف”.
“تعرّف النزلاء على ثقافة أهل البلدات وتقاليدهم وتراثهم القروي”.
“تعتبر هذه البيوت من المبادرات الفردية، التي تدخل للشخص مبالغ مالية جيدة”.
“تتحول المنازل إلى بيوت ضيافة غالبا في إجازات نهاية الأسبوع، وتختلف كلفة إيجارها وفق الخدمات المشمولة في تكلفة الإيجار”.
“هذه الظاهرة لا تنافس الفنادق في المدن والأماكن السياحية، ولا تأخذ من أرصدتها”.
“ينشط حاليا اعتماد هذه البيوت كغرف عطلة للمتزوجين الجدد، ويمكنها تأمين إقامة أسبوعية أو أكثر ضمن برنامج قروي تراثي للعروسين”.