محمد علوش – ليبانون تايمز
تتسارع المعطيات الداخلية والخارجية المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي في ظل سعي جدي لإنهاء الفراغ في مركز رئاسة الجمهورية خلال فترة شهر أو اكثر بقليل، وكان لافتاً في هذا السياق كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن ” وجوب إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية كحدّ أقصى في 15 حزيران المقبل، إذ لا أحد يمكن أن يعرف إلى أين يتجه البلد من خلال الإمعان في حالة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية”، وكلام بري بحسب مصادر سياسية مطلعة لم يأت من رغبة لدى الرجل، بل من معطيات ووقائع ملموسة.
بعد كلام بري تحولت الأنظار على نوعين من التحركات، الاولى خارجياً عبر لقاء ممثلي الدول الخمس العاملة على الخط الرئاسي، من أجل البحث في المسار السياسي في لبنان انطلاقاً من جولة القطريين في بيروت، وداخلياً عبر الجولات المكوكية التي يقوم بها السفير السعودي واللقاءات التي يُجريها والتي كان أبرزها استقباله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في السفارة السعودية.
بحسب المصادر لا يمكن النظر الى زيارة فرنجية الى السفارة السعودي سوى بعين إيجابية، وهي تعني تقدماً في حظوظ الرجل الذي لا يزال المرشح الأوفر حظاً للرئاسة، وهي تأتي في سياق السعي الجدي لإقفال الملف الرئاسي خلال فترة أسابيع، كاشفة أن هذه الزيارة قد لا تكون يتيمة إذ هناك معلومات بخصوص لقاء آخر بين الرجلين قد يحصل قريباً بحال استدعت التطورات ذلك اللقاء، علماً أن التواصل بين فرنجية وفريقه والسفير السعودي مستمر ولم يكن متوقفاً في أي مرحلة سابقة.
وفي سياق متصل تشير المصادر الى أن لقاءات السفير وليد البخاري مستمرة مع المعنيين في لبنان، على رأسهم كتلة الإعتدال الوطني، مشددة على أن حصيلة هذه اللقاءات مع النواب السنة قد تظهر قريباً على شكل إعلان دعمهم لإسم مرشح أو تلميحاً مباشراً له، وهو بحال حصل وكان الإسم سليمان فرنجية سيضع ضغطاً كبيراً على المعارضين، خاصة اذا ما قام رئيس المجلس النيابي بالدعوة الى جلسة انتخابية قريبة لرئيس الجمهورية، يتم البحث فيها، مع أنه لم يُحسم موعدها بعد ما اذا كان سيكون قبل القمة العربية في الرياض أم بعدها، لكن بحسب المصادر فإن أسهم الدعوة للجلسة ترتفع يوماً بعد آخر قبل نهاية أيار.
يضغط بري بحسب المعلومات من أجل انتخاب رئيس قريباً، في محاولة لملاقاة الضغط الخارجي، وآخر اسلحته المستعملة في سياق الضغط الداخلي والخارجي معاً هو الحديث عن تعيين حاكم للمصرف المركزي، إذ كان لافتاً كلامه بأنه “لا نقبل ولا يجوز القبول باختيار حاكم لمصرف لبنان من دون أن يكون لرئيس الجمهورية كلمة في هذا الأمر”، غامزاً من قناة قيادة الجيش أيضاً، وهذان الموقعان هما الأكثر أهمية بالنسبة للأميركيين، الذين لا يهتمون بإسم الرئيس المقبل بقدر اهتمامهم باسم الحاكم واسم قائد الجيش.
هذه الوقائع كلها وإن كانت تشكل عامل ضغط على المعارضين لانتخاب فرنجية، قد تشكل أيضاً عامل تسهيل لاتفاق هؤلاء على إسم مرشح، وهو ما يتم العمل عليه بحسب المصادر بشكل حثيث عبر مبادرة يقودها النائب غسان سكافن وأخرى يقودها رئيس حزب الكتائب، ولو أن المصادر نفسها تؤكد صعوبة الاتفاق على مرشح، لكن هناك فكرة بأن يتم الاتفاق على اسمين على سبيل المثال، وتُخاض المنازلة داخل المجلس النيابي.