مقدمة “تلفزيون لبنان”
بأي حال عدت يا عيد: في الاول من ايار هذه حال الغالبية العظمى من عمال لبنان، لاسيما ذوي الدخل المحدود العاملين في القطاعين العام والخاص، الذين يشقون لتأمين متطلبات العيش الكريم بظل الانهيارات المتتالية لليرة منذ اندلاع الازمة منذ تشرين الاول من العام 2019 وتآكل القدرة الشرائية الى حدودها الدنيا…
وفيما توالت المعايدات السياسية والنقابية للعمال في عيدهم، انطلقت تظاهرة نظمها الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان من منطقة الكولا في اتجاه ساحة رياض الصلح، بحيث رفع المتظاهرون لافتات مطالبين بحقوقهم المهدورة.
هذا المشهد الذي طبع سمة عيد العمال هذا العام والاعوام الثلاثة السابقة، لن يشهد تعديلا ايجابيا بمعزل عن حل الازمة السياسية لا سيما في شقها الرئاسي، وفي السياق المواقف من هنا وهناك لا تشي بقرب الانفراج وتعكس عدم حصول اي خرق في جدار الازمة، علما ان موقفا ايرانيا برز اليوم باعلان المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني أن انتخاب رئيس الجمهورية يمكن أن يساعد في حل وانهاء المأزق المعقد، مشيرا في الوقت عينه إلى أن حل مشاكل اللبنانيين يكون في لبنان ومن قبل اللبنانيين انفسهم.
وفي سياق الانفتاح الاقليمي العربي وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سوريا الاربعاء، وهي الاولى من نوعها منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، خلص الاجتماع الخماسي في العاصمة الاردنية عمان لوزراء خارجية الاردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا الى التأكيد على اولوية انهاء الازمة السورية والعودة الطوعية للاجئين ووجوب اتخاذ خطوات لازمة للبدء في تنفيذها على الفور.
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
مبروك للعمال في عيدهم، وإن كان العيد هذه السنة لا يحمل من المعاني الحقيقية سوى الإسم! ففي ظل أجواء سياسية واقتصادية واجتماعية ضاغطة، إحتفل عمال لبنان بعيدهم. وكالعادة نظمت تظاهرتان إلتقيتا في ساحة رياض الصلح. ومع أن القائمين على الحراك دعوا إلى تصعيد وتيرة المواجهة الشاملة ضد الحكومة وصولا إلى إعلان العصيان المدني في كل لبنان، لكن الأرجح أن ما قيل اليوم سيبقى مجرد حبر على ورق، وخصوصا أن العصيان المدني أمر صعب التحقق في ظل سيطرة أركان المنظومة على معظم مفاصل العمل النقابي! سياسيا، الإرجاء سيد الموقف. فالموفد القطري إلى لبنان محمد عبد العزيز الخليفي أرجأ زيارته التي كانت مقررة في الخامس من الجاري إلى بيروت الى وقت لاحق. كذلك فإن لا معلومات عن إمكان انعقاد اجتماع للدول الخمس في وقت قريب. بالتوازي، المبادرة الفرنسية أضحت مبادرة مع وقف التنفيذ، باعتبار أنها تواجه معوقات كبيرة وكثيرة داخليا وخارجيا. أما أميركا فلا تزال ترجىء اتخاذ أي مبادرة فعلية وعملية على الصعيد الرئاسي، ربما في انتظار توافر معطيات تسمح لأي تحرك بأن يحقق خرقا حقيقيا ولا يكون مجرد استعراض على الطريقة الفرنسية!
في الداخل لا جديد، باستثناء الكلام الذي تردد عن ان حزب الله يتواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتقديم ضمانات له مقابل سيره بانتخاب سليمان فرنجية. لكن المعلومات المذكورة نفتها مصادر التيار وحزب الله، التي تقاطعت على التأكيد للـ “ام تي في” ، ان العلاقة بينهما شبه مقطوعة، بل مقطوعة تماما ! كما تؤكد المعلومات ان باسيل طلب تحديد موعد له مع حسن نصر الله، فأتاه الجواب بأن الاجتماع بالامين العام لحزب الله متعذر وانه يمكنه الاجتماع بوفيق صفا، فعدل باسيل عن الفكرة ولم يحصل اللقاء ! اقليميا، انعقد في الاردن اليوم اجتماع حول سوريا شارك فيه وزراء السعودية ومصر والعراق والاردن اضافة الى وزير خارجية سوريا. اهمية الاجتماع انه اول اجتماع يجمع الحكومة السورية بمجموعة من الدول العربية، منذ قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011. والمهم في الاجتماع لبنانيا ان البيان الختامي اكد ان العودة الطوعية للنازحين الى بلدهم اولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا. فهل عودة سوريا الى حضن العرب ستعيد النازحين السوريين الى حضن بلادهم من جديد؟
مقدمة تلفزيون “أن بي أن
الاول من ايار عيد العمال بناة الاوطان والاجيال، العمل هو وجود الانسان وهو شرف الانسان. وطريق قيامة الوطن هي بسواعد العمال المجبولة بالامل، فكل عام والعمال هم صناع النجاحات وبناة الاوطان. وفي عيدهم توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري للعمال بالقول وحدهم عمال لبنان يصنعون العيد ولا يـعيـدون ولا يـعطلون قولهم والعمل لهم في كل ميادين عملهم، الف تحية وإنحناءة.
إحياء عيد العمال ترافق مع سلسلة تظاهرات وتحركات حول العالم…. من بيروت الى فرنسا التي احيت المناسبة بتظاهرات حاشدة للنقابات، وسط دعوات الى مواصلة التحركات، احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد الذي اقره الرئيس الفرنسي.
في أجندة هذا الأسبوع، ترقب للقمة السورية – الايرانية بين الرئيسين بشار الأسد وابراهيم رئيسي بعد غد الأربعاء، فيما إتجهت الانظار اليوم الى لقاء عمـان، بدعوة من وزارة الخارجية الاردنية، وتم استئناف البحث الذي كان قد انطلق في جدة الشهر المنصرم على مستوى وزراء خارجية والمسؤولين الكبار في دول الخليج العربي ومصر والاردن وسوريا، تمهيدا للقمة العربية. وفي خلاصة اللقاء تم التأكيد على أولوية انهاء الأزمة السورية والعودة الطوعية للنازحين والتعاون مع الدول العربية في مختلف الملفات. وأعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم للانخراط الايجابي لسوريا في بحث المبادرات والخطوات التي عرضت خلال الاجتماع.
وفي هذا الاطار، أكدت حركة أمل عبر مكتبها السياسي أنها تنظر بإيجابية إلى مناخات الانفراج على محور العلاقات السورية العربية، مما يبشر باعادة الروح إلى مشروع التضامن العربي ولم الشمل ويعيد الاستقرار إلى الاقليم الذي عانت دوله من الانقسامات والصراعات البينية، لافتا الى ان هذا الانفتاح يعيد رسم مستقبل المنطقة على قاعدة نظام مصالح شعوبها.
مقدمة تلفزيون ” ال بي سي ”
اجتماع عمان التشاوري خطا الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل بالنسبة إلى النازحين السوريين، فتحدث عن أن “العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا”.
المقررات تحدثت عن “التعاون بين الحكومة السورية والدول المستضيفة للاجئين، والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح.
أن تبدأ الحكومة السورية، وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، تحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين, للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها.
السؤال هنا: هل يمكن القول إن ملف عودة النازحين وضع على نار حامية؟
الجدير ذكره أنه قبيل انطلاق الاجتماع، التقى وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي نظيره السوري فيصل المقداد، الذي يزور الاردن للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، وبحثا في الجهود المبذولة لإطلاق دور عربي قيادي للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية.
في الحراك الرئاسي، جمود, باستثناء الحركة التي يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي يزور غدا البطريرك الراعي ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. بو صعب كان قد التقى أخيرا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
مقدمة تلفزيون “او تي في”
حتى في يوم العمل والعمال، بعض السياسيين لا يخجلون.
فتصريحاتهم توالت نهارا، وتغريداتهم لم تتوقف، متحدثة عن حقوق العمال وتضحياتهم، وكأن العمل الذي تولته المنظومة منذ ثلاثين عاما كان ناجحا، بدليل الازدهار الذي نعيش، والبحبوحة التي يحسدنا عليها العالم كله.
أما من يفترض أنهم نصير العمال، من أحزاب ونقابات وتجمعات، فأمضوا نهارهم مرددين شعارات مكررة، من دون أن يقدموا جديدا يواكب المرحلة، أو أن يطرحوا مشروعا عمليا، أو أقله أفكارا، يمكن أن تساهم في الخروج من الأزمة.
وعلى مستوى الأزمة السياسية، لا جديد يذكر. فالأفرقاء على تمترسهم، والتطورات الاقليمية الاخيرة لم تفعل فعلها بعد، وربما لن تفعل، لأن البعد المحلي، والمسيحي تحديدا، للاستحقاق الرئاسي، لم يقاربه احد بعد بما يستحق من اهتمام، اذا ليس مقبولا أن يسعى أطراف في الداخل والخارج الى فرض مرشح رئاسي ترفضه الغالبية الساحقة من المسيحيين، ولا يملك مشروعا، ولا يعنيه أصلا الإصلاح… وأن تغلف ارادة الفرض تلك بدعوة الى حوار من هنا، او الى ركوب قطار تسوية من هناك.
غير ان الاولوية في هذه المرحلة، تبقى لملف النزوح السوري. هذا الملف الذي استفاق على مخاطره كثيرون اليوم، فراحوا ينسبون لأنفسهم ما هو لسواهم، تماما كما فعلوا عام 2005، عندما تيقنوا ان انسحاب الجيش السوري قريب، او أنه على الاقل، وضع على سكة التحقيق.
مقدمة تلفزيون “الجديد”
لم تظهر للبنان أي آثار جانبية في الاجتماع الخماسي حول سوريا المنعقد في الاردن، فهذا البلد الذي يجاور سوريا ويستضيف نازحيها، لم يكن مدرجا على جدول اعمال لقاء عمان بمشاركة السعودية ومصر والعراق، اضافة الى سوريا ممثلة بوزير خارجيتها فيصل المقداد، والاردن الدولة المضيفة. وقد وضع وزراء خارجية الخماسية العربية إنهاء الازمة السورية أولوية.. مع كل ما سببته من قتل وخراب ودمار وانعكاسات سلبية، إقليميا ودوليا، وأدرجوا في بيانهم الختامي الدعوة الى حل سياسي يسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وهذه العودة أرادها المجتمعون مذيلة بعبارة “فورا”، ومترافقة وتعزيز التعاون بين الحكومة السورية والدول المستضيفة للاجئين، والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح، وتوافقوا على تكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، بما في ذلك في المناطق التي يتوقع عودة اللاجئين إليها، اما البند المدرج ايضا تحت اولوية عاجلة فكان تسهيل التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الإتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية، وإنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة. ويعد ملف المخدرات وإقفال مصانع الكبتاغون في سوريا على رأس اهتمامات دول الخليج، والذي تقدم على ما عداه خلال زيارة وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، وطبقا للمعلومات فإن اقفال ابواب مصدر الرزق السوري شبه الوحيد كان له ثمنه، لكون دمشق قد اعتمدت على مردوده المالي في زمن خناقها الاقتصادي ونتائج تطبيق بنود لقاء عمان العربي سترفع الى قمة الرياض. وعلى مفاعيلها يتقرر مستوى تمثيل مشاركة سوريا في القمة، وعودة مقعدها الى جامعة الدول العربية، علما ان الرئيس بشار الاسد كان قد أبلغ بعض العرب ان المقعد لم يعد ذا أهمية، بمقدار اهمية العلاقات الثنائية مع الخليج، وفي طليعتهم السعودية، ومن المكاسب السورية التي انطلقت من عمان ولاحقا الى الرياض. أن اعادة اعمار المناطق المدمرة ستجد لها راع رسمي عربي، وأن اقفال ابواب المخدرات يتم تعويضها. أما أزمة النازحين فتسوى تدريجيا، لكن لبنان لم يستشر، ولم تجد قياداته أن عليها الدخول في التسوية لحل ازمة النازحين المتفاقمة. وكل ما فعله هذا الوطن أنه وبرسمييه ورأيه العام وناشطيه أحدث جلبة حول النزوح وانقسم بين انساني وعنصري، أما الحلول والآليات لعودة النازحين فهي مغيبة أو مقتصرة على جهاز الامن العام الذي تحرك بيسريا نحو دمشق. وفي النزوح الرئاسي فإن الحلول ايضا غائبة، وتترقب عودة الغائبين وابرزهم سفير السعودية في لبنان وليد البخاري والذي سيتبين هلاله بعد عطلة عيد العمل، وللعمال في يومهم، تبارى السياسيون بتوجيه رسائل العيد، لكأنهم يخاطبون شعبا آخر لم يخسر مدخراته، ويفقد العامل أربعة وثمانين في المئة من الأجر المباشر، وترتفع البطالة الى ستين في المئة، فيا عمال لبنان وسوريا في لبنان إتحدوا.