شدّدت اللّجنة البيئيّة في تنورين، على أنّ “رغم مقاومة مناضلينا البيئيّين الشّرسة في الدّفاع عن بيئتنا الغالية في تنورين، وسهرهم الدّؤوب مع ما تكبّدوه من تضحيات جسام، وما تعرّضوا له من مضايقات وتهديدات، استطعنا بفضل تعاوننا واتحادنا والرّبّ من إحداث الفرق، وأنقذنا الكثير من المعالم الطّبيعيّة التّراثيّة من مسلسل التّدمير والتّشويه الممنهج لهذه البيئة الغالية، الّذي بدأ منذ عشرات السّنوات، تاركًا في جسد بيئتنا البريئة فسيفساء من الكلوم القبيحة من المقالع والمرامل العشوائيّة، تطالعك كيفما تطّلعت، يصعب ترميمها أو تجميلها؛ ما أفقد طبيعتنا الغناء رونق جمالها السّاحر”.
ولفتت في بيان، إلى أنّ “مع مطلع هذا الرّبيع، فوجئنا بعودة الحياة إلى هذا المسلسل القديم القبيح. يتجلّى ذلك بالتّحضيرات والاستعدادات من شقّ للطّرقات بصورة عشوائيّة وتحضير لستوكات جديدة، بدون أيّ مسوّغ قانوني، للوصول إلى أحراج ومرامل ومقالع جديدة لمزيد من التّعدّيات والتّشوّهات من أشخاص ضاربين القانون بعرض الحائط”. وأوضحت أنّ “ذلك يحدث في منطقة اللقلوق، وادي الجرد، قبرايا، فحتا، المركز، وادي تنورين وفي تنورين التحتا وغيرها، بحيث تنتشر ستوكات الرّمول والصّخور بصورة مخزية تخدش الذّوق الرّفيع”.
وأكّدت اللّجنة أنّ “انسجامًا منّا مع قناعاتنا في الحفاظ على بيئة تنورين الّتي يكفلها القانون، ليس إلّا وحرصًا منّا على إقفال هذا الملف البيئي بوضع حدّ لثقافة التّعدّيات على بيئتنا بصورة نهائيّة، وحرصًا منّا على تطبيق القوانين المرعيّة حفاظًا على الحقوق العامّة والخاصّة، نناشد الفعاليّات السّياسيّة والدّينيّة والمسؤولين المدنيّين والأمنيّين في البلدة وفي القضاء، امتلاك الجرأة الأدبيّة وإيقاف هذا المسلسل من الأعمال العشوائيّة الوحشيّة غير القانونيّة وغير المسؤولة المشوّهة لبيئتنا التّراثيّة”.
وأعلنت “أنّنا لن نألو جهدًا يجيزه لنا القانون إلّا وسنلجأ إليه، من حملات إعلاميّة على وسائل التّواصل المرئي والمسموع، تظاهرات في السّاحات العامّة، اعتصامات وصيام ونوم ليل نهار عند أبواب المقرّات الرّسميّة والبلديّات حتّى تحقيق المطالب، ادّعاءات قضائيّة بحقّ المقصّرين وبحقّ الرّاشين والمرتشين والمتورّطين من أصحاب الشّأن؛ ومراجعات مع الوزارات المختصّة”.
كما ركّزت على أنّه “حيث أنّ الدّفاع عن بيئة تنورين وعن معالمها التّراثيّة واجب علينا وليس حكرًا على أحد، نتوجّه إلى أصحاب الرّأي الحرّ من أبناء تنورين الأحرار وغيرهم أصحاب الهمم الغيارى على هذه البيئة الحبيبة، حرّاس قمم لبنان الأوفياء الحقيقيّين، للوقوف إلى جانبنا ودعمنا في نضالنا الشّريف هذا، المتمثّل في حفاظنا على بيئتنا الخرساء البريئة، وإنقاذها من جشع الطّامعين؛ لإيصالها سليمة معافاة لأحفادنا من بعدنا كما آلت إلينا. نعم بيئة تنورين تستحق”.