محمد علوش – الديار
عام 2021 انتصرت “النقابة تنتفض” في انتخابات نقابة المهندسين انتصاراً كاملاً، بعد تحقيق انتصار جزئي بمركز النقيب فقط عام 2017، الأمر الذي قرأه البعض نهاية زمن الأحزاب السياسية في النقابات الكبرى، لكن بحسب نتائج الإنتخابات الفرعية في نقابة المهندسين في بيروت، التي جرت في آذار الماضي، لم ينجح “التغييريون” سوى بتحقيق خرق وحيد.
منتصف الشهر الجاري، تُستكمل الانتخابات لاختيار 5 أعضاء لمجلس النقابة، ففي غمرة الازمات التي يعيشها لبنان، وفي خضم الصراع السياسي والفرز الحاصل، تكتسب الانتخابات في نقابة المهندسين أهمية خاصة، تقول مصادر متابعة للملف والتحالفات والمشاورات، مشيرة الى أن هذه الأهمية تبدأ اولاً من العدد الكبير للمهندسين المنتسبين الذي تجاوز الستين الفاً، اضافة الى الدور الحيوي للنقابة في قضايا التنمية والاعمار، مروراً بالتقديمات الاجتماعية للنقابة سواء عبر ملف الاستشفاء او التقاعد او المساعدات المختلفة.
تتزامن الانتخابات النقابية مع مناخات الفراغ السياسي الذي يعيشه لبنان، وبعد اداء نيابي تسبب بهبوط معنويات “جمهور التغيير”، وتشهد الانتخابات هذا العام عدة مفارقات، تقول المصادر المتابعة، كاشفة ان كواليس المفاوضات حول التحالفات شهدت الكثير من الأخذ والرد. وتضيف: “القوات اللبنانية سعت خلال الأيام الماضية عبر بعض الاطراف للإنضمام الى لائحة “الثنائي الشيعي” لتأمين فوز مرشحها سامر واكيم، متجاوزة الشعارات السياسية التي ترفعها، لكن حتى الآن لم تؤد هذه الاتصالات الى نتيجة، الأمر الذي يضعها في موقف انتخابي صعب، محاولة حشد المهندسين المسيحيين لمواجهة ما يسوقون له من وجود نية لاستهداف المسيحيين، وضرب التوازن في التمثيل من قبل الثنائي الشيعي وحلفائه”.
لم تنجح “القوات” باللعب على وتر الاستهداف الطائفي، ففي الوقت الذي كانت تبتعد فيه عن مرشحي “الثنائي الشيعي”، كان “التيار الوطني الحر” قد بدأ اتصالاته مع الثنائي لينضم الى التحالف عبر انضمام مرشحه جهاد شاهين عن مقعد الهيئة العامة، وقد قطعت الاتصالات شوطاً متقدماً، بحسب المصادر، علماً أن الاتصالات بحال فشلت لن يكون التيار ضمن أي تحالف، وسيترك لمهندسيه حرية التصويت.
وتشير المصادر الى أن “القوات” حاولت التواصل مع مجموعات النقابة تنتفض و”الحراك المدني” لتشكيل ائتلاف انتخابي، لكن الطرف الآخر غير متحمس للفكرة حتى اللحظة.
في حال نجح “التيار الوطني الحر” بالدخول في لائحة “الثنائي الشيعي”، فإنه قد يكون الى جانب الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”تيار المستقبل”، حيث أن الثنائي يُجري مباحثات مع مختلف هذه القوى، لضمّها الى التحالف للخروج بصيغة تحفظ التوازن الوطني والسياسي في التمثيل.
لن تكون سهلة الانتخابات في بيروت، خاصة بعد أن تمكن تحالف “القوات” و”تيار المردة” و”تيار المستقبل” و”الجماعة الاسلامية”، من الفوز بكامل المقاعد في انتخابات المهندسين في الشمال.