زياد الزين – ليبانون تايمز
كان يجدر بقلم حر يغرف حبره من موسوعة فكرية لحركة الأولياء والشهداء، ان يضع حدا ، وان يفضح أقلام فارغة الا من الحبر المجبول بالفراغ الفكري ، العابقة بانتقامية الأفكار ، التي تنم عن خط متعرج من الانهيارات البنيوية داخل الحكم وخارجه ، بعدما لفظها الجحيم في كتل سوداء من البركان الذي فجروه حقدا ، عاجزة عن مخاطبة اي طرف ، لأن السوء سيطال الأخير حتما، عن طريق عدوى السل ، وهو سيحتاج عندها الى عمل دؤوب لتبييض صفحة اتسخت باصفرار الوجوه التي قابلها ، مع اقرار ان مثلها لا تنجح الحوارات معها ، لأن النتيجة وفي معظم حالاتها مرضية ، تغلب على الأسباب الموجبة ، ويصيبها وهن في المنطق ، وهشاشة في الصياغة، وعجز في التعبير، وشلل في العقل يجنح بها نحو قرارات ومواقف جل ما فيها ، انها فتح اعتماد لسوق خارجي ، واستعطاف لأي محور ، وعرض المبادئ في سوق المزاد العلني ، لعل من يشتريها، يقدم مجرد وعد ، بإعادة احياء جثة متحللة، لم يبقى فيها الا الرماد السياسي ، لانها احرقت جسد الوطن ، بعدما تمادت في كسر كل ضلع صامد فيه من التعايش والمقاومة والوحدة الوطنية.
الخرطوشة الفارغة المتبقية ، تصويب على الآخر واستهدافه، وتظهير عمى وليس كحل سياسي، في ابتداع صور سينمائية كرتونية، والتسويق المبرمج في ان فريقا سياسيا كحركة أمل يتعرض لانتكاسات سياسية ، ومحاولة تجييرها رصيدا دائنا في حساباتهم.
حبذا لو يقرأون التاريخ مرة، وقد صنعناه بشهدائنا ألف مرة، ليتهم يعودون للدستور الضامن ومن صاغ بنوده، ليتهم يعودون للسلم الأهلي ومن صانه ، ليتهم يعودون للوحدة الوطنية وتجلياتها العظيمة في الجنوب والبقاع وجبيل، ليتهم يعودون الى شكل قانون الانتخاب واصرارنا على عدم إقصاء احد ، ليتهم يعودون الى الميثاقية ومن تمسك بها عقودا من الممارسة البرلمانية الراقية.
طبعا. كل هذا لن يروق لانانيتهم المفرطة، المستندة، الى اوهام واورام ، بل توقع المزيد من الغلو في التكابر والتكبر ، وبالتالي الافلاس السياسي لهم وليس للآخر ، وفقدان التوازن الناتج عن صورة المشهد الإقليمي والدولي والمحلي.
ان الثقة تاهت في بروجهم ، وان ترميمها يحتاج إلى رجالات دولة، فالدولة وطن ، والوطن أب ، والأب واحد.
“اعقلوا ” فنحن في زمن الصوم الأكبر ، ونحن في أيام أحب الشهور الى الله ، واتركوا لنا…. ” وتوكلوا” لأننا الأحرص ، ولأننا الأصدق…