جاء في “الوطن السورية”:
في زيارة رسمية هي الأولى إلى مصر منذ بداية الحرب على سورية، حط وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على رأس وفد رسمي في القاهرة أمس للقاء نظيره المصري سامح شكري، بعد نحو شهر من زيارة مماثلة قام بها شكري إلى سورية، ووسط مواصلة التحركات والانفتاح العربي صوب دمشق، والحديث عن محاولات لاستعادة عافية العلاقات العربية العربية وعودة سورية للجامعة العربية.
وبعد جلستي مباحثات جمعت المقداد ونظيره شكري إحداهما مغلقة، وتم خلالها استعراض مختلف جوانب التعاون الثنائي وسبل تعزيز العلاقات الأخوية، والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خرج بيانان من وزارتي الخارجية السورية والمصرية كان القاسم المشترك بهما هو التأكيد على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الصعد خلال المرحلة القادمة.
المقداد أكد حسب ما نقلت «سانا»، على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين، شاكراً الوزير المصري على الدعوة لهذه الزيارة وحفاوة الاستقبال، معبراً عن سعادته الكبيرة لوجوده بين أهله وإخوته في مصر، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين السوري والمصري.
من جهته أكد شكري أن بلاده كانت حريصة خلال السنوات الماضية على الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها، ودعمها في مواجهة مختلف التحديات المتراكمة والمتزايدة، وخاصة بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها بعد الزلزال، إضافة إلى دعمها لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق التسوية الشاملة للأزمة في سورية من خلال حوار سوري – سوري للحد من التدخلات الخارجية، مشدداً على حرص بلاده على خروج سورية منتصرة من هذه الأزمة، وعودتها إلى ممارسة دورها المهم على الساحتين العربية والدولية.
وفي نهاية جلسة المباحثات أكد الجانبان حسب «سانا»، على استمرار التنسيق والحوار بين البلدين على مختلف الصعد، بما يخدم مختلف القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية العرب الأساسية وهي القضية الفلسطينية، كما رحبا بالإعلان عن التوصل للاتفاق بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معبرين عن أملهما في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدورها، ذكرت الخارجية المصرية أن شكري استقبل المقداد في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، وصرح المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العام بوزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، بأن المباحثات تناولت سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار زلزال السادس من شباط المدمر، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.
ونقل المقداد، وفق المتحدث، تقدير سورية لدور مصر الداعم والمساند لسورية وشعبها على مدار سنوات الأزمة، مقدماً الشكر للمساعدات الإغاثية الإنسانية التي قدمتها مصر في أعقاب الزلزال، معرباً عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سورية كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية.
بدوره جدد شكري، حسب المتحدث، دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، مؤكداً مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سورية،
وكشف البيان المصري أن الوزيرين اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الصعد خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين المصري والسوري الشقيقين.