أثار قرار الحكومة بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان جدلاً واستياءً واسعاً في لبنان مع إعلان مؤسسات عدة، على رأسها البطريركية المارونية، عدم التزامها به.
واتخذ القرار منحى طائفياً ما أثار تعليقات ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويلتزم لبنان سنوياً بالتوقيت الصيفي العالمي الذي يبدأ هذا العام الأحد 26 مارس (آذار)، لكن مجلس الوزراء اللبناني قرر، وفق ما أعلن الخميس، تمديد العمل بالتوقيت الشتوي «استثنائياً» حتى ليل 20 – 21 أبريل (نيسان).
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فيديو يظهر فيه حوار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول تمديد العمل بالتوقيت الشتوي إلى ما بعد شهر رمضان.
وأسفر قرار الحكومة عن حصول ارتباك لدى مؤسسات عدة. وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط «تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة»، بعدما أصدرت بطاقات سفرها بحسب مواعيد التوقيت الصيفي العالمي.
وطلبت شركتا «ألفا» و«إم تي سي» للاتصالات من المشتركين ضبط إعدادات الساعة في هواتفهم الخليوية يدوياً لتجنب تغير الوقت كما هو مبرمج بحسب التوقيت الصيفي.
وأعلنت مؤسسات عدة عدم التزامها بالقرار على غرار محطات تلفزة بينها قناة «إم تي في» والمؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناسيونال (إل بي سي)، التي أشارت إلى أن عدم الالتزام بالساعة العالمية «سيؤثر على أعمالنا».
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر لوكالة الصحافة الفرنسية: «لو اتخذت الدولة قرارها قبل أشهر وليس 48 ساعة، لما كانت هناك مشكلة»… أسوأ ما في الأمر أن قرار الالتزام بالتوقيت الصيفي من عدمه اتخذ منحى طائفياً».
وأعلنت البطريركيّة المارونيّة عدم تنفيذها القرار، والتزامها بالتوقيت الصيفي العالمي. وانتقد مكتبها الإعلامي، في بيان، اتخاذ القرار «من دون التشاور مع سائر المكوّنات اللبنانيّة، ومن دون أي اعتبار للمعايير الدوليّة، وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج».
وقال المحامي وليد غياض، المستشار الإعلامي لبطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قرار البطريركية هو «موقف لكي لا نزيد عزلة لبنان». وأضاف: «قرار كهذا يجب أن يبلغ به قبل عام، لأنه يخلف أضراراً لدى الناس، ولا يُتخذ على فنجان قهوة».
واعترض كل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، على القرار.
وسخر معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من رد الفعل المبالغ فيه ومن اتخاذه منحى طائفياً، معتبرين أنه غير مبرر، خصوصاً في بلد أنهكته الأزمات، ويشهد انهياراً اقتصادياً جعل 80 في المائة من سكانه تحت خط الفقر.
وكتب أحدهم: «بعيداً عن تفاهة قرار التوقيت الصيفي، نرى رد فعل مبالغاً فيه وحجة للاستفراغ الطائفي».
وسخر آخر قائلاً: «يا هل ترى غداً حين يدرس أولادنا التاريخ (سيجدون) أن الحرب الأهلية في لبنان اندلعت عام 2023 بسبب عدم تقديم الساعة؟».
كما اعتبر معلقون أن القرار لن يغير شيئاً في حياة الصائم في شهر رمضان كون عدد ساعات الصوم لن يتغير. وكتبت إحداهن في تغريدة: «الفكرة أن تفطر باكراً علماً بأنه ليس لديك (المال) لتفطر به».