أكد رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول أن أموال المودعين “بأمان” في بنوك الولايات المتحدة، فيما يشهد النظام المصرفي العالمي اضطرابات بعد انهيار مصارف أميركية.
وذكّر جيروم باول خلال مؤتمر صحافي، بأن النظام المصرفي الأميركي متين، مشددا على أن الاحتياطي الفدرالي “عازم على أخذ العبر” مما حصل. وأضاف “سنستمر في مراقبة الوضع من كثب… ونحن مستعدون لاستخدام كل الأدوات المتاحة من أجل الحفاظ على أمان” هذه الأموال.
ورفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعا، مواصلا سياسته الرامية إلى كبح التضخم المرتفع، رغم الاضطرابات التي يشهدها القطاع المصرفي والتي قد “تثقل” كاهل الاقتصاد.
واتُّخذ القرار بالإجماع. ومع هذه الزيادة، أصبح سعر الفائدة الآن في نطاق 4,75 إلى 5 %، وهو أعلى مستوى له منذ العام 2006.
كما حذر البنك المركزي في بيان من أن الأزمة المصرفية الأخيرة “من المرجح أن تثقل كاهل النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم” مشيرا إلى أن “حجم هذه الآثار غير مؤكد”. لكنّه أعاد تأكيد أن “النظام المصرفي الأميركي صلب ومرن” وأن اللجنة المكلّفة السياسة النقدية “ما زالت متنبّهة لمخاطر التضخم”.
وتوّقع المسؤولون في الاحتياطي الفدرالي زيادات إضافية في سعر الفائدة في الأشهر المقبلة، مشيرين إلى “إجراءات تشديد إضافية” دون ذكر تفاصيل.
وتباينت بشدة التوقعات الخاصة برفع الفوائد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، من رأي يقول إنها سترفع بقوة بعد تصريحات باول بشأن التضخم ومنها من توقع عدم رفعها في ظل تداعيات الأزمة المصرفية الأخيرة.
فقد أثار انهيار مصرفي “سيليكون فالي بنك” (إس في بي) وسيغنيتشر بنك وسيلفرغيت، موجة من القلق. تدخلت حكومات وبنوك مركزية وهيئات ناظمة بشكل عاجل لمحاولة استعادة الثقة في القطاع المصرفي لتجنب انتشار الهلع.
لكن بنك كريدي سويس السويسري الذي يواجه صعوبات منذ سنوات، دفع الثمن واستحوذ عليه الأحد مصرف “يو بي إس” السويسري أيضا.