أشار رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبة إلى أن “معدل المتساقطات في بيروت حتى الآن هو 510 ملّيمترات، بعدما كان في العام الماضي 583، بينما المعدل المطلوب هو 704 ملّيمترات، أي أن نسبة هذا العام لا تزال بعيدة عن المعدل 194 ملّيمترًا”.
وفي حديث لـ”الشرق الأوسط” أكّد وهيبة أن “هذا الرقم وإن تدنى قليلاً في منطقتي: طرابلس (شمال لبنان)، وزحلة (البقاع)، فإنه أيضًا لا يزال دون المعدل، بحيث سجل في طرابلس حتى الآن 580 ملّيمترًا، وكان العام الماضي 746، بينما المعدل هو 708 ملّيمترات، أما في زحلة فوصل فقط إلى 407 بعدما كان العام الماضي 554، بينما المعدل هو 523 ملّيمترات”.
واعتبر أن “هناك خطرًا جديًا لعدم تعويض هذا النقص قبل نهاية فصل الشتاء، ما يعني أننا سنكون أمام خطر العجز المائي في كل القطاعات التي تحتاج إلى المياه، كما في حياتنا اليومية، بحيث سيضطر اللبنانيون إلى شراء المياه باكرًا هذا العام، علمًا بأنهم ظلوا يشترونها حتى شهر كانون الثاني من هذا العام، قبل أن تتساقط الأمطار بشكل مقبول”.
وأوضح أن “المشكلة لا تكمن فقط في الأمطار، إنما الأهم في كمية الثلوج المتساقطة التي تعتبر بدورها دون المعدل العام، بحيث إنه لن يكون هناك مخزون ولا كميات لتغذية المياه الجوفية، للاستفادة منها في الزراعة وغيرها من القطاعات التي تعتمد على الثلوج في الفصول الأخرى”.
وربط وهيبة ما يحصل بالتغير المناخي، لكنه اعتبر أن “الحديث عن التصحر في لبنان أمر مبالغ فيه”، مشيرًا إلى أن “التغيرات لا تسجل حتى الآن أرقامًا قياسية، إن لجهة الفيضانات والعواصف أو لجهة ارتفاع درجات الحرارة”.
وأعطى مثالاً على ذلك أنه “قد تصل درجة الحرارة إلى 38 درجة من دون أن تتعداها إلى الأربعين وما فوقها، لكن التغير قد يكون في الفترة التي تمتد إلى أيام وتؤثر سلبًا على حياة المواطنين اليومية”.