لم يكن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، غائباً عن جبهات الحرب في أوكرانيا، حيث نظمت وزارة الدفاع الروسية مسابقة «الماكياج وكموفلاج ( البزة العسكرية)» بين النساء العسكريات، اللواتي يؤدين الخدمة ضمن المهمات الحربية.
ووفق وكالة «تاس» الروسية، فقد تولت وزارة الدفاع الروسية الإشراف على تلك المسابقة التقليدية التي تقام للمرة الثامنة في الجيش الروسي، وتهدف إلى خلق صورة جديرة بالأنثى تجمع بشكل متناغم بين الجمال الخارجي والصفات الأخلاقية والروحية.
وحسب الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع، فإن المسابقة تقضي بأن تظهر المتسابقات مهاراتهن وقدراتهن على مزاولة التدريب التكتيكي والخاص والتدريب التقني والناري والبدني. وتتكون المسابقة من مسابقات فرعية إبداعية فكرية إضافة إلى مسابقة الطهي.
دقيقة للماكياج
على سبيل المثال، ففي مرحلة الطهي، يجب على المشاركات الكشف خلال فترة محدودة من الزمن عن مواهبهن في إعداد ما لا يقل عن ثلاثة أطباق احتفالية منخفضة السعرات الحرارية، وذلك مع الحد الأدنى من المواد الغذائية.
وبالنسبة إلى المكياج المحترف، ستصبح هذه النقطة أحد معايير المسابقة حيث يجب على المشاركات وضع المكياج في دقيقة واحدة فقط.
وكشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن عدد النساء المشاركات في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال شويغو إن نحو 1100 جندية يشاركن في تلك العمليات، مشيراً إلى حصول ثلثهن على أوسمة حكومية. وأعرب الوزير عن امتنانه لجميع النساء في الجيش الروسي «لخدمتهن الواعية والنهج المهني والمسؤول في الأعمال التي يتم تكليفهن بها»، وتمنى لهن «صحة جيدة ومزاجاً ربيعياً ورفاهية أسرية». وقال شويغو إنه في المجموع، فإن أكثر من 39 ألف امرأة يخدمن في صفوف القوات المسلحة الروسية، ما يقرب من 5000 منهن ضابطات.
شجاعة مدهشة
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن شجاعة النساء من الوحدات القتالية واللواتي يشاركن في إنقاذ الجرحى على الخطوط الأمامية تدهش حتى أكثر الجنود خبرة. وشددعلى أنه «في اللحظات الصعبة، وفي أوقات المحنة، تتحول دائماً اللامبالاة واستجابة قلب المرأة إلى قوة تشير إلى المسار الصحيح، والعادل، الضروري للعمل، وهذا ما يحدث الآن».
وهنأ نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، المرأة الروسية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مشيراً إلى أنها تساند الرجال وتمنح السعادة والرعاية حتى في أكثر الفترات صعوبة.
وقال مدفيديف، في كلمة مصورة نشرها في صفحته على «تيليغرام»، «أنتن تهدين السعادة والرعاية، حتى في أصعب الأيام وأكثرها إزعاجاً. أنتن الأقرب والأحب إلينا، تجمعن بين القوة الداخلية العظيمة والحنان المذهل والكرم الروحي والحكمة الأنثوية الخاصة».
تاريخ قتالي للروسيات
يذكر أن لروسيا تاريخاً في مشاركة النساء في القوات المسلحة، ويعود ذلك إلى الحرب العالمية الأولى، حين شاركت النساء بأعداد قليلة ورمزية، إلا أن الوضع تغير في الحرب العالمية الثانية، حين زاد حضور المجندات الروسيات في الجيش ومختلف المؤسسات العسكرية، وهو حضور لم يقتصر فقط على الجبهات الخلفية وعلى مهام التمريض والمساعدة وإعداد الطعام أو المهام الإدارية، بل كان حضوراً قتالياً وفي الخطوط الأمامية المباشرة.
وتقدر سجلات الجيش الروسي (السوفيتي سابقاً) عدد النساء اللواتي ساندن الرجال في الحرب العالمية الثانية بأكثر من 800 ألف، وشاركن طيارات وقناصات ومقاتلات، فضلاً عن مهمات عسكرية وإسنادية، وكن في معظمهن طبيبات وممرضات. وبعد انتهاء الحرب، لعبت النساء دوراً حاسماً في إعادة الإعمار والنهوض بأعباء الخدمات المدنية في كل الجمهوريات السوفييتية التي فقدت أكثر من 20 مليون رجل بين قتيل وجريح في الحرب الوطنية العظمى، بحسب التسمية الروسية.