استغرب وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري “الضجة التي أثيرت عن إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه”، وقال : “منذ البداية كان واضحا أن الثنائي الشيعي يدعم ترشيح سليمان فرنجيه والموقفان اللذان صدرا خلال الأسبوع الحالي في هذا الإطار هما مسار طبيعي لعملية انتخاب رئيس للجمهورية ولا سيما أننا قد نكون بحاجة إلى تطور ما لتحريك ملف الاستحقاق الرئاسي في ظل الجمود الحاصل”.
وأضاف في حديث تلفزيوني إلى أنه “مما لا شك فيه أن هناك علاقات غير مستقرة بين حزب الله ودول خارجية وخليجية إنما هذا الواقع لا يمكن أن يستمر لأن أي رئيس جمهورية يجب أن يبني علاقات جيدة مع الجميع إقليميا وعربيا ودولياً. من هنا، الوزير السابق فرنجيه هو الأفضل بالنسبة إلينا وهو متموضع بشكل جيد وبإمكانه التواصل مع الجميع”.
ولفت إلى أن “ما يحكى عن سيادي وغير سيادي، كلام غير مقبول، جميعنا سياديون ولدينا نظرة واحدة للبنان، والمرشح ميشال معوض لطالما كان مرشح تحد ولم يعلن استعداده لمد يده للآخر ولم يتحدث عن التعاون مع فريق كبير في البلد إسمه حزب الله، أما الوزير السابق فرنجيه فقد أعلن مرارا استعداده لمد يده للجميع، بل للخصم قبل الحليف وهذا الموضوع جلي بالممارسة في حياته السياسية وهو سيتابع بالممارسة نفسها والنهج ذاته”.
من جهة أخرى، وصف الوزير المكاري مواقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بـ “المتقلبة”، واصفا إياه بـصاحب “الموقف المتناقض”، في حين كشف أن” الحوار مع حزب القوات قائم لكنني شخصيا لا انتظر منه أن ينتخب فرنجيه وفي حال حصل ذلك تكون مفاجأة كبيرة”.
وقال ردا على سؤال: “أفضل وكثر من اللبنانيين يفضلون مثلي، بأن تكون عملية انتخاب الرئيس داخلية من دون أي تدخل خارجي، ولكن وللاسف بعد حصول الانسداد الكبير، اصبح التدخل الخارجي موجودا. لكن لا يمكن لاي لبناني مؤمن بسيادة بلده الا ان يقول بأن هذا الاستحقاق يجب ان يكون لبنانيا الا ان من يسمون انفسهم بالسياديين هم الذين يردون على كل الدول”.
وبالنسبة إلى مدى الرضى السعودي عن ترشيح فرنجيه وحركة السفير بخاري قال: “في حال اردنا تبسيط المشهد فان الحل اصبح عند السعوديين، برأيي لا شيء سلبيا من السعودية تجاه فرنجيه والموقف الرسمي السعودي يعطي اشارة ايجابية للبلد عن ضرورة حصول انتخاب رئيس”.
تابع: “لمن يعيرون سليمان فرنجيه بعروبته، نقول: إنه الماروني العروبي الوحيد في لبنان. إنه مؤمن بالطائف وبالعلاقة بالخليج والعرب وهذا لا يمنع ان تكون له علاقة مع دول اخرى مثل ايران او فرنسا او غيرهما”.
وعن التعويل على تقارب سعودي – سوري قال: “من مصلحة لبنان ان يكون الجو الاقليمي مريحا واذا هانت الامور بين السعوديين والسوريين والايرانيين وحلت ازمة اليمن سينعكس الجو ايجابا على لبنان. لا معلومات لدي ان الرئيس بشار الاسد تدخل في موضوع ترشيح فرنجيه، ونحن لدينا ورقة مهمة هي علاقة فرنحيه بالأسد. إن سوريا لن تعود إلى لبنان عسكريا ولا سياسيا، إنها تعاني ازمة كبيرة وتحتاج إلى الكثير من الوقت لحلحلة أمورها. نحن بحاجة الى رئيس يتحدث مع السوريين لا ان يكون تابعا لهم”.
وعن التقارب من باسيل أوضح أن “باسيل يرفض وصول سليمان فرنجيه وهو حر في موقفه وكنا نفضل ان يكون الى جانبنا في المعركة”، واعتبر أن “تاريخه لا يطمئن، وأداء التيار الوطني الحر ايام الرئيس ميشال عون تخللته شوائب عدة، وأكد أن “ما سرب عن عرض قدمه فرنجيه لباسيل غير صحيح وان الحديث لم يتطرق الى ذلك من الطرفين ومع سليمان فرنجيه لا يمكن توقيع اتفاق مكتوب كما حصل في اتفاق معراب”.
ولفت، ردا على سؤال، إلى أن “الحوار لم يتوقف يوما مع الحزب التقدمي الاشتراكي ومن يريد ان يكون رئيسا هو بحاجة إلى اصوات كل الكتل النيابية”.
وبالنسبة إلى ما يقال عن دعم الرئيس ميقاتي للوزير السابق فرنجيه والدعم الفرنسي لهذه الثنائية، أوضح أن “السعودية هي الأكثر تاثيرا حاليا، إنما المحرك الأساسي فرنسا، لأن الفرنسيين هم الوحيدون الذين يتحدثون مع جميع الاطراف الخارجية والمحلية”.
وعن مشاركته في جلسات الحكومة التي تعتبر مستفزة لبعض الجهات المسيحية، قال: “لدينا قناعة انه حيث تكون هناك مصلحة للمواطنين سوف نشارك. قبل نهاية عهد الرئيس عون قلت اننا متجهون نحو الفراغ وعلينا كحكومة أن نملأه إذ لا يجوز ألا تجتمع الحكومة”.
أما عن “إعلان بيروت عاصمة الاعلام العربي”، فأكد أنه “كان تحديا لوزارة الاعلام والحكومة”، ولفت إلى أنه “كان من المقرر الاحتفال بهذا اليوم في 24 من شهر شباط الماضي الا اننا اضطررنا إلى تأجيله بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وتبعاته على لبنان”، متمنيا “لو كان حصل هذا الحدث لانه كان هناك عمل جدي بامكانات صفر. لقد نجح فريق وزارة الاعلام مع الفريق الذي ساعدنا”. وقال: “لم نطلب دعما ماديا من الدول العربية. ولمست خلال الزيارتين إلى القاهرة مدى الدعم العربي والاهتمام ببيروت، إذ تبقى عندهم دائما العاصمة الأولى”.
وردا على سؤال وصف “ما ينشر عبر المواقع الإلكترونية من أمور تهدد السلم والأمن القومي والعيش المشترك بالمرض العالمي، ولبنان يتأثر به بطبيعة الحال”، وقال: “نحاول أن ننظم موضوع المواقع الإلكترونية إذ لا قانون ينظم عملها بعد او عمل منصات التواصل الاجتماعي. ليس هناك من حلول الا عبر البدء بتوعية التلاميذ في المدارس على مخاطر هذه الأمور”.