زياد الزين_ ليبانون تايمز
يقول الله تعالى
” قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا” ..
يعتقد كثيرون أن الاعتذار نقطة ضعف لا يجب إظهارها كونها دليل انكسار وهزيمة لا تليق بهم. ومن هذا المنطلق فإن أشد المكابرين الرافضين للاعتذار هم من الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطئت فهي سامية لا تعتذر لمن هم دونها مرتبة، وفي هذا شيء من التمرد على الذات والمجتمع وهو ما يطلق عليه ، في علم الأدبيات الدينية والاجتماعية ألا وهو ” الكِبَر ” .
الأساس في النقاش الموضوعي، ان الاعتذار خطوة مترفعة وسامية. متى شعر صاحب القرار ان تنازلا عمليا غير مدرج في. ” بروباغندا الشعوذة” منه او من الفريق الذي يقوده، يؤدي حكما الى انفراجات تطال جماعته قبل الآخرين، على قاعدة شبكة الأمان وليس شبكة المصالح، وبالتالي فان الربح واقع عمليا لان غير ذلك في ما نشهده اليوم ، سياسة قائمة على الإنكار والجحود لكل آخر وحليف وشريك ، واعلاء شأن الخطاب الفئوي معهم ، في هدف تم التصويب اليه منذ قيامة مفهوم ” القوي” وكأن في ذلك امتهان لمكونات اخرى بات تصنيفها الوطني والشعبي ” بالضعيف”، وبالتالي الاطباق التام على مفاصل الدولة الأمنية، المصرفية، المالية ، الادارية ، وقبل كل ذلك نبض الحياة اي ” الطاقة” التي يختزلها البعض في العلم التقليدي انها توفير لسلعة الكهرباء، في حين ان عناصر الطاقة تشمل هبات الله وليس حركة عمليات الاستيراد المتنامية، كما تشمل ثرواتنا البحرية الذي يصر البعض على اتقان سياسة المراوغة والمراوحة في فلسفة ” التنقيب” لتأجيل الاستفادة من مخزون كامن مضمون ، حتى ينطبق عليه ايضا ، مفهوم اللامركزية الادارية والسياسية الذي لم يعد مقنعا لا في خطاباتهم ولا في آدائهم وصولا الى سلوكياتهم.
ناهيك عن طاقة المبادرة الى خلق تفاهمات وطنية تخرج البلد من عنق الزجاجة ، حيث الاصرار على الاطباق على مفاصل التنفس الطبيعي واللجوء قسرا الى غرف الانعاش : ” نحن أو لا أحد ” ..
ومنذ ان خضعت ( لرنين مغناطيسي) ناتج عن حضوري لمؤتمر صحفي لاجتماع القمة لدى تيار سياسي ، وبعد القرارات الممعنة في خطف البلد ، توقفت امام مرحلة تاريخية ، تتمثل في مشهد الحرب الأهلية التي تشكل وجعا لحركة أمل لأنها تتبنى دائما سياسات استيعابية في مقابل سياسات تدميرية، وفي العمق التاريخي والثقافي والحضاري لها، فإن عنوان الحروب مختزل فقط في الثورات المجيدة على المحتل والقابض على لغة الحياة الحرة ، وليس أي شريك في الوطن مهما كانت التسميات الموازية لتصنيفه.
وفي الحرب الأهلية هذه ، كانت قوى الأمر الواقع تفاوض على نهار هادئ لتمكين المواطنين في كل جهة، من لملمة احتياجاتهم من خبز ووقود قبل ليلة مجنونة أخرى تتفوق على زميلتها ، في حين اليوم وفي زمن السلم الأهلي الكامل ، نفتقد كل شيء حتى التعليم والصحة ، وهو ما ادخلنا في نفقه ، حال بعض الماكرين ( في اكثر من تفسير) لا يريدون اليوم سوى القفز على حبل المغامرات ، أيا تكن النتائج ، أوهام العبور الى قصور الضيافة عبرت ، خفضوا من سقف توقعاتكم طوعا ، قبل ان تصبح عنوة ، فسقوفكم آيلة للسقوط بعدما أصاب حديدها الصدأ؛ والقهوة لن تكون عربية أو دولية سادة ، تحتاج الى تفاهمات وطنية ، قوامها الحوار ، مدخل وحيد للعبور ، ورجل وحيد للانقاذ.