لفت الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، في كلمة له خلال مهرجان “الوفاء والكبرياء”، الّذي ينظّمه “حزب الله” في الذّكرى الثّالثة لاغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثّوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي العراقي” أبو مهدي المهندس، إلى “أنّني كنت أعتقد أنّ الوقت لن يتّسع في مهرجان شعبي، للتّحدّث عن جميع القضايا المحليّة والإقليميّة، ففكّرت أن أتحدّث يوم الجمعة الماضي، وأركّز على الملفّات المحليّة وأتطرّق إلى عدد من الأحداث الّتي حصلت في لبنان، وأيضًا الموضوع السّياسي والانتخابات الرّئاسيّة وغيرها؛ لكنّ مشيئة الله كانت مختلفة”.
وأوضح أنّ “بعد إلغاء الكلمة، كان ممكن أن تكون هناك تأويلات، بعضها قد يكون خاطئًا. وأنا أعتذر من جميع المحبّين لما جرى معنا في الأيّام القليلة الماضية، وأنّني “شغلت بالكم” وأشكر كلّ الّذين دعوا وتصدّقوا، وأطمئنكم بعد ما قيل في الإعلام الإسرائيلي والخليجي حول وضعي الصحّي، وأقول إنّه لا داعي للقلق”. وكشف أنّ “لديّ تحسّسًا في القصبة الهوائيّة منذ نحو 30 عامًا”.
ورأى السيّد نصرالله أنّ “أحد العوامل الّتي تكشف لنا عن عظمة أيّ شخص أو مكانته أو جوهره، هو عمله في الدّنيا وما أنجزه، ونحن نكتشف من خلال عظيم عمل سليماني حقيقة جوهره ومكانته”، مبيّنًا أنّه “عندما دخل سليماني إلى ساحتنا ومنطقتنا قبل أكثر من 20 عامًا، كان تتوفّر له وبين يديه عوامل أساسيّة، من بينها شخصيّته هو، بصدقه الكبير وإخلاصه العظيم، وأنّه كان يستند إلى قيادة، إلى قائد حكيم وعظيم وشجاع هو السيّد على الخامنئي”.
وذكر أنّ “سليماني لم يكن جنرال الولاية بل جندي الولاية، وهكذا عاش في حياته. وهو استطاع من خلال عقله وحضوره الدّائم ودأبه، أن يربط قوى المحور وأن يوجِد تنسيقًا قويًّا، وأن يدخل إلى كلّ قوة ليزيدها قوةّ ودعمًا، وهو ساهم في إعطاء الأمل في الشّدائد من خلال الحضور في الخطّ الأمامي”. وأشار إلى أنّ “للأسف البعض يصوّر أنّ القوى الوطنيّة وحركات المقاومة هي تابعة لإيران، لكنّ الحقيقة هي عكس ذلك”.
كما شدّد على أنّ “خلال عقدين من الزّمن، واجه سليماني نسختَين من المشروع الأميركي، أوّلها المشروع الأميركي الثّابت في منطقتنا، القائم على الهيمنة والتّسلّط والإمساك بالنفط والغاز والموارد الطّبيعيّة والأسواق والقرار السّياسي؛ وفي قلب المشروع هناك إسرائيل التّي هي الثّكنة العسكريّة الأميركيّة المتقدّمة”.
وركّز نصرالله على أنّ “النّسخة الأولى من المشروع الأميركي بدأت عام 2001، بعد استلام الرّئيس الأميركي السّابق جورج بوش الابن الرّئاسة، وأفغانستان لم تكن في الخطّة وفق ما نُشر، بل ذُكر العراق، سوريا، لبنان، إيران، ليبيا، السودان والصومال. هذه الدّول كان من المفترَض احتلالها في النّسخة الأولى من المشروع الأميركي، لأنّها دول خارج السّيطرة، وبعضها متمرّد وبعضها يشكّل تهديدًا للمشروع الأميركي- الإسرائيلي”.
ورأى أنّ “حادثة 11 أيلول 2001 أعطت قوّة دفع للمشروع الأميركي، لدخول أفغانستان والعراق والاقتراب من إيران وسوريا”، لافتًا إلى أنّ “المشروع الأميركي الأوّل في المنطقة انتقل في ما بعد، إلى ضرب المقاومة في فلسطين ولبنان، ولو نجحت الحرب في لبنان لأكملت على سوريا والمقاومة في فلسطين،لكنّ ذلك لم يحصل. وهنا يحضر سليماني، بمقدّراته الشّخصيّة وبما يمثّل، بعيدًا عن الإعلام”.
وأكّد أنّ “النّسخة الأولى من المشروع الأميركي سقطت وفشلت، وانتهت مع انسحاب القوّات الأميركيّة من العراق عام 2011″، موضحًا أنّ “العراقيّين هم من أطلقواالمقاومة في العراق، والمقاومة العراقية هي الّتي فرضت على الإدارة الأميركية أن توقّع اتّفاقًا مع الحكومة العراقية عام 2008، وهي الّتي صعّدت حتى فرضت على القوّات الأميركيّة أن تخرج من العراق”.