جددت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب الدكتورة عناية عز الدين دعوتها الى الاعلان عن حالة طوارئ تربوية والى تشكيل ورش عمل رسمية وأهلية من أجل أوسع تعاون لتجاوز الواقع التربوي الراهن، ولوضع حد لحالات التسرب المدرسي والجامعي وللنزيف في الكادر التعليمي.
وتابعت: ” اليوم وبعد توقيع التفاهم التاريخي بشأن ترسيم الحدود البحرية ومع الامال الواعدة بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في مياهنا الاقليمية، لا بد من الاستثمار في تعزيز واقع التعليم والابتكار في هذا المجال، لأن الاستثمار في المعارف وتعزيز المبادرات الابداعية المرتبطة بحاجات البلاد، هو عمل تنموي يستحق تخصيص موازنة وازنة له والدول المتقدمة والراقية هي تلك التي تخصص جزءًا مهماً من مالها لأجل القطاع التعليمي والتربوي والابحاث والاكتشافات العلمية المنسجمة مع واقع البلد وامكاناته وحاجات السوق”.
كلامها جاء خلال ندوة في ثانوية صور الرسمية المختلطة حول مستقبل التعليم ومحطات الابتكار والمعرفة برؤية الدكتور طلال أبو غزالة والتي نظّمتها الشبكة المدرسية الوطنية في قضاء صور بالتعاون مع نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان، حيث رأت عزالدين أن هذه الندوة ربطت بين مفهومَي التعليم والمعرفة ومفهوم الابتكار الذي يُعتبر مفتاحاً أساسياً لتطوير التعليم والمعرفة.
وأشارت عز الدين الى أن التجربة الانسانية تظهر اهمية التعليم والمعرفة ودورهما في مواجهة التحديات وانهما الرأسمال البشري للنمو والتنمية، كما ان زيادة التعليم وتحسين جودته لهما دور كبير في حل الكثير من المشكلات التي تواجه مختلف المجتمعات والدول، مؤكدةً أن تحقيق الازدهار في الاقتصاد لا يمكن ان يتحقق في ظل مستويات تعليمية ومعرفية منخفضة .
وقالت أن “المعرفة هي المرتكز الاساسي لبناء اوطان متقدمة وهي عنوان التمايز بين شعوب منتجة وشعوب مستهلكة، متأثرة غير مؤثرة متحكم بها ومرهونة لإرادة الاخرين و متخلفة عن ركب التقدم والتنمية وخاصة في ظل ثورة المعلومات وفي زمن يقع في قلب الثورة الصناعية الرابعة حيث الاقتصاد هو اقتصاد المعرفة الذي يشكل فيه إنتاج المعرفة وتوزيعها واستخدامها، المحرّك الرئيسي لعملية النمو المستدام ولخلق الثروة وفرص التوظيف في كل المجالات”.
وأشارت الى أهمية التكنولوجيا الرقمية والذكاء الصناعي الذين يجب ان نستثمر فيهما للحصول على الفرص الكبيرة ولفتح ابواب المستقبل الرقمي الذي يتوجه اليه العالم والذي بالفعل بدأ.
وأضافت أن الابتكار هو الكفيل بتطوير المعارف وتنميتها وبتحويلها الى منتجات تساهم في رفاهية الانسان وتسهيل حياته والأهم أن يكون المسار في خدمة الانسانية وان نلتفت الى البعد الاخلاقي وان لا نسمح للتكنولوجيا بأن تسيرنا بل ان نكون نحن الرواد والقادة في هذا المجال وان نعمل من اجل ان تؤدي التكنولوجيا الى انقاذ الارواح وخلق الوظائف وردم الفجوات التي تتسع في الصحة والفقر والتعليم والرفاهية وجعل العالم اكثر ترابطاً، مؤكدةً أن هذا البُعد لا يتحقق من دون تعاون وابداع وريادة وابتكار، ولفتت الى أنها تتطلع الى أصحاب المبادرات للعثور على المسارات الصحيحة وتحويل الرؤى التربوية والمعرفية الى واقع ملموس من أجل النهوض ببلدنا الذي يعاني اليوم من أزمة اقتصادية خطيرة ومعقدة ترخي بظلالها على كامل المجالات ومنها مجال التعليم الذي يشهد حالة من التسرب من المدارس والجامعات وعدم تمكن كثيرين من ادخال ابنائهم الى المدارس، عدا عن النزيف على مستوى الكوادر التعليمية.
وختمت أن لبنان الذي عرف عبر التاريخ بعقوله المبدعة لا يمكن أن تهزمه أزمة، ونحن هنا في الجنوب عرفنا وعايشنا العقول الشجاعة والمبدعة التي كانت سببا في تحرير الوطن وردع العدوان وتحويل سنوات طويلة من الخوف والتهديد الى سنوات جديدة من العزة والكرامة ، وكلنا ثقة بأن العقل اللبناني عمومًا والجنوبي بالأخص سيتمكن من التغلب على السنوات العجاف الحالية لنخرج من جديد الى لبنان أكثر قوة وحضورا ومعرفة وابتكارا.