اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “ما جرى في شيراز وحشية نفاق، وفظاعة لا حدّ لها، وكفر بالله والإنسان، وجحود ونكران وعداوة علنية لله ولنبيّه، وداعش ليست إلا الجزء التطبيقي القذر من هذا المشروع الخبيث، ولن نقبل بما جرى، ولن نسكت عنه، ويجب رد الشر من حيث جاء، والشر معروف المدرسة والتمويل والأوكار والقرار السياسي وغرفة القرار المشترك، ولن نسكت عن دمنا، والرد يجب أن يكون بصميم القرار، وهو كارثة إنسانية وإبادة أخلاقية ووحشية، وغدر وجاهلية نفّذتها داعش وغرفة عمليات أميركية إسرائيلية، وحتماً عند الله سبحانه وتعالى لن تذهب دماؤهم هدراً، عزاؤنا لإيران” قيادة وشعبا ومرجعية.
وأكّد خلال خطبة الجمعة أن “الوحدة الإسلامية نهجنا، وطريقتنا، وكعبة محاورنا، وأن أهل الإسلام ذمتنا، والأزهر مدرسة الاعتدال، وهو شديد الاختلاف عن المدارس الدموية الجاهلية، التي تعتاش على بغض آل محمد، وتتشارك اليهود والأمريكان برامج خصومة الدين وتشويه الإسلام، والله تعالى يقول (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، فلنحفظها فإنها حجة الله على أهل الإسلام جميعاً”.
واعتبر المفتي قبلان أن “البلد يعيش لحظة تاريخية فاصلة مع توقيع اتفاق الحدود البحرية جنوباً، والمعادلة بهذا الاتفاق – مهما حاولوا تصويره – تجلّت بهزيمة إسرائيل، وانتصار لبنان، وزمن التنازلات انتهى، والآتي أعظم وأكبر إن شاء الله، وقوة لبنان بهذه المعادلة قرار سياسي وطني بخلفية مقاومة حوّلت لبنان قوة إقليمي عظمى، فسقطت مقولة “لبنان قوته بضعفه”… مضيفاً”هنا أقول لبنان في زمن المقاومة أكبر من دولة، وترسانة أكبر من منطقة، ولن نتوسّل ولن نتسوّل أوكار صندوق النقد الدولي، فالحصار الأمريكي فشل، ولبنان أكبر من الهزيمة، والمستقبل من انتصار إلى انتصار”.
وأشار سماحته إلى أننا “على بعد أيام من انتهاء فترة الرئيس ميشال عون، والدولة مؤسسات وخدمات، والشغور فيها قاتل لها، فالمطلوب استنفار سياسي شامل ينتهي بتسوية حكومية تدير الفراغ، وهذا البلد لا يقوم إلا بالتعايش، والثروة البحرية تحتاج قوة دستورية تقوم بالدولة والبلد، وحماية لبنان تبدأ من حماية مؤسساته الدستورية، ولوبي التعطيل خطر على نفسه وعلى لبنان”.
وشدّد المفتي قبلان على أن”الإنقاذ المعيشي هو ضرورة الضرورات، لأن البلد أصبح مسلخاً بيد جزاري الأسواق والدولار، والناس مخنوقة، والوحشية التجارية المالية تذبح البلد وأهله من الوريد إلى الوريد، ولبنان بلا كهرباء ليس أكثر من مزرعة تجار وأوكار ونفاق، فيما شعبه أسير لوبي مصالح سياسية وتجارية، ولذلك لا بد من إجراءات حلّ، لأن السكوت عن هذه الطاحونة هو خيانة للبنان وشعبه”… مؤكداً على أن “إنقاذ لبنان يمرّ بثروة لبنان البحرية، والقرار السياسي الداخلي وعلاقة استراتيجية مع دمشق، ومقاومة ضامنة لقوة لبنان، وليس مقبولاً أبداً هذه القطيعة مع دمشق، والتجاهل المتعمّد لدمشق خطأ استراتيجي في مصالح لبنان”.