ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزيرة الخارجية الفرنسية السيدة كاترين كولونا خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، ان موافقة لبنان على الصيغة النهائية التي اعدها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ستشكل مدخلاً اساسياً لمواجهة الازمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وستساهم في النهوض الاقتصادي اللبناني من جديد والانطلاق في ورشة إعادة الاعمار.
وشكر الرئيس عون فرنسا على دورها في تحقيق هذا الترسيم، معوّلاً على دور مهم يمكن ان تقوم به في المساعدة على وضعه موضع التنفيذ، محمّلاً الوزيرة كولونا تحياته الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “الصديق الشخصي لي وللبنان، الذي وقف دائماً الى جانبنا ودعم قضايانا”.
وأشار الرئيس عون الى انه يسعى منذ فترة غير قصيرة لتحقيق التغيير الذي يرتد ايجاباً على لبنان، والقيام ببعض الإصلاحات على الصعيد السياسي، لافتاً الى انجاز بعض الأمور ومنها التدقيق المحاسبي المالي، وتلبية بعض شروط صندوق النقد الدولي التي تعتبر أساسية للتوصل الى اتفاق معه، ومنها إقرار الموازنة، ورفع السرية المصرفية، على امل ان يصار الى إقرار إعادة هيكلة المصارف وقانون “الكابيتال كونترول” في وقت قريب.
واكد الرئيس عون على العمل من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، فضلاً عن سعيه الى تشكيل حكومة جديدة لا سيما وان الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وانه من المهم جداً التوافق على رئيس جديد للجمهورية يتولى مهامه ويضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة واستكمال عملية مكافحة الفساد.
وطلب الرئيس عون من الوزيرة كولونا، مساعدة فرنسا في موضوع إعادة النازحين السوريين الى بلادهم بعدما بات عددهم يفوق المليوني شخص في لبنان، والذين يعيشون في ظروف صعبة ايضاً بسبب عدم قدرة لبنان على تأمين الاحتياجات اللازمة لهم وقد ظهرت اخيراً إصابات “الكوليرا” في عدد من مخيمات ايوائهم، إضافة الى المشاكل الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يسببها هذا العدد الضخم من النازحين. وشدد على أهمية عودتهم الى بلادهم، خصوصاً وان العودة آمنة في ظل الاستقرار الذي تنعم به معظم المناطق السورية، مجدداً رفض لبنان القاطع لدمج النازحين في لبنان، معتبراً ان اللبنانيين جميعاً يقفون ضد هذه الخطوة لما تحمل من سلبيات للشعبين السوري واللبناني على حد سواء.
وكانت الوزيرة كولونا شكرت الرئيس عون على استقبالها والوفد المرافق، مشيرة الى انه شرف كبير ان تزور لبنان والرئيس عون، مشيدة بهذا البلد الذي هو في صلب الدول الفرانكوفونية وتمكن خلال عقدين من الزمن من ان يتخطى كل الصعوبات والتحديات التي واجهته.
وأوضحت ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب منها نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتمنياته الازدهار للبنان وشعبه، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين، مشيرة الى ان الرئيس الفرنسي يسعى لدى كل الدول الصديقة لمساعدة لبنان. ولفتت الى انه بعد انتهاء مفاوضات الترسيم، باتت زيارتها الى لبنان تدور في أجواء اكثر إيجابية، وبعد موافقة لبنان ستبدأ شركة “توتال” عملها في الكشف والتأكد من نوعية النفط الموجود، وان الأمور ستسير على الطريق الصحيح.
وفيما اكدت الوزيرة كولونا تمسك بلادها بصداقتها مع لبنان، خصوصاً في الأوقات الصعبة، تمنت ان يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي.
واشادت الوزيرة كولونا بمواقف الرئيس عون خلال مسيرته الطويلة، معتبرة ان اجراء الإصلاحات اللازمة واحترام المواعيد الدستورية سيكون بمثابة رسالة إيجابية للدول التي تعاني بدورها من أزمات باتت معروفة، كي تبدأ في المبادرة للمساعدة. وشددت على دور مجلس النواب في إقرار القوانين الإصلاحية اللازمة .
وحضر اللقاء الى جانب السيدة كولونا، سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غريّو، نائبة مديرة مكتب وزيرة الخارجية السيدة سيلين بلاس، مديرة شمال افريقيا والشرق الأوسط السيدة آن غوغان، المستشار برونو دا سيلفا، نائبة مدير شؤون مصر والمشرق في الخارجية الفرنسية السيدة ايناس بن كريّم، والسكرتير الأول في السفارة في بيروت كانتان جانتيه.