زياد الزين_ ليبانون تايمز
اذا كان التاريخ هو صيغة أحداث الماضي ، التي يتفق الناس عليها. فانه مهما تم احصاء عدد الأعوام قياسا الى تقييم النطق المجيد ” اقرأ” تبقى ولادة النبي محمد( ص) أبعد من المسافات الضوئية التي ترصدها كافة الأقمار الصناعية اليوم باعتبار ان هذه الشخصية العظمى أطلت بالنور الإلهي على الكون، من منطق إنساني فيه من كل الهبات المتوارثة من أنبياء الله. والا لما كان خاتمهم على قاعدة الخلود الى دين جامع تسقط من خلاله كل مفردات الفرز حتى في الجنس واللون؛ لان التوافق على الجزيئات وحدها ليس ظاهرة حميدة أو مثلى ؛ مع الإقرار بأن قوة الحراك الايجابي في اعلاء الشأن الديني من خلال الأسس العابرة للعناوين الواردة عرضيا ، استطاعت ان
تضرب حتما العمق التاريخي لمفهوم التبعية العمياء لصالح الالتزام بتوجيهات المرجعية التي ركيزتها العلم والتشريع والتنوير والتطوير والتحديث. ان ولادة الرسول هي انطلاقة حدث وتحديد مسار وتصويب أهداف؛ أنه ومهما انحدرت أقلام ومقالات الى أودية الكفر ، فلم تفلح رسائل التشكيك في أي بقعة من العالم الإسلامي، وارتدت تشتتا على أصحاب الأفكار الشيطانية وقلقا من تداعيات لعبة شر فيها ضرب ليس للمفاهيم الدينية التي يتمسك بها اكثر من مليار من البشر ، بل تتعداها الى الثقافة الاجتماعية والقيم السامية التي ترتقي الى مستوى الخط الأحمر من حيث مقاربتها ،
في المقابل ارتقت الردود الى مستوى التمسك بالقيم والحضارة والتاريخ، رغم ان ” الغزاة”
أرادوا بايعاز مسيس هادف الى خلق تشوهات في صورة المشهد الذي أذهلهم من حيث اكتمال كافة العناصر الموضوعية البعيدة عن سحرهم وشعوذاتهم واوثانهم ؛ لا حجج فيما يقدمونه ولا حاجة لدينا لدحضها حتى لا نجاري مستوى الفكر الضعيف الذابل ؛ ان الرقي الفكري هو حصانة المدرسة الفكرية التي،تستطيع انتاج أطنان من المؤلفات التي توجه معتنقيها نحو الحوار والانفتاح واسقاط التمذهب القاتل ، وتبدو لكل من يقرأ بحيادية أنه بزغت ولادة النبوة في كل عام متجددة نقية لا يشوبها انقسامات. من هنا الدعوة المتكررة في فكرنا العقائدي وثقافتنا الراسخة الى نبذ المحاور الضيقة والتماهي مع الأدوار العملاقة التي أكدها علماؤنا الكبار من الأزهر الشريف الى النجف الأشرف مع التوقف طويلا عند الدور المتقدم للإمام القائد السيد موسى الصدر، باسطا افكار راجحة وازنة فيها كل معاني الانتماء الى الرسول الأكرم وأهل بيته. هي دعوة فكرية وغير استعراضية لقيام نقاش موضوعي يتلقف مواقف الامام الأممية، هكذا نكون منتسبين الى رحاب النبوة.
نعم لنا عيدنا ..