شارك وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حمية مع وفد مرافق، في الاجتماع ال ٤١ للمنظمة الدوليةللطيران المدني ICAO في مونتريال -كندا ، مستعرضاً أمام المشاركين ، الانتهاكات التي يمارسها العدو الإسرائيلي للأجواء اللبنانية، مؤكداًأنها “تُعدُّ انتهاكاً صارخاً لمعاهدة شيكاغو للعام ١٩٤٤، والتي تكفل السيادة الحصرية والكاملة للدول على مجالها الجوي”، مطالباً الدولالأعضاء ب”تحمل مسؤولياتها للتصدي للمخاطر الناجمة عن هذه الانتهاكات على الطيران المدني وعلى الأجواء اللبنانية”، مشدداً على”ضرورة تحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية اعتداءاته واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاهه وصدور الإدانة الصريحة له من قبل المنظمة”.
وضم الوفد اللبناني المشارك ، سفير لبنان لدى كندا فادي زيادة، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، قنصل لبنان العام في مونتريالطوني عيد ، رئيس مصلحة الملاحة الجوية كمال ناصر الدين ورئيس مصلحة سلامة الطيران المدني عمر قدوحة .
وألقى الوزير حمية كلمة لبنان في الدورة الحادية والأربعين للجمعية العمومية، قال فيها: “شرفني بداية أن اعرب عن خالص تقديري لاتاحةالفرصة لي للتحدث في الدورة الواحدة والاربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي. وبهذه المناسبة، اتقدم بالنيابة عن الحكومةاللبنانية بشكر دولة كندا حكومة وشعباً، ومدينة مونتريال التي تحتضن هذه المنظمة، على حسن الضيافة وكرم الاستقبال. كما اود ان اغتنمهذه الفرصة لاعرب عن فائق تقديري للامانة العامة واجهزة الايكاو على تنظيم هذه الدورة، التي تندرج في اطار المساعي الحثيثة لمواكبةكافة التطورات التي يشهدها قطاع الطيران والنقل الجوي، لا سيما تعزيز مبادرة “عدم ترك أي بلد وراء الركب” No Country Left Behind التي ترمي الى مساعدة الدول على التنفيذ الفعال للقواعد والتوصيات الدولية والسياسات الخاصة بالإيكاو والتي استفاد منهالبنان لتعزيز خبراته وقدراته في مجال الطيران. ويفتخر لبنان بانه من بين الدول الـ 52 التي شاركت في مؤتمر شيكاغو، ومن الموقعينالاوائل على الاتفاقية عام 1944، وبأنه دولة مؤسسة للايكاو منذ نشأتها عام 1947، وعضو في مجلسها التنفيذي على مدى 54 عاماً منذالعام 1953 حتى العام 2007. ولا يسعني في هذه المناسبة الا توجيه تحية لروح شخصية كبيرة من بلادي وفي عالم الطيران، هي الدكتوراسعد قطيط، التي جسدّت التزام لبنان بمبادىء وقوانين الطيران المدني الدولي من جهة، وساهمت في اعلاء شأن هذه المنظمة العريقة”.
أضاف: “انطلاقاً من هذه الشواهد والثوابت، نشدد على التزام لبنان الدائم كافة معايير ومقاييس السلامة والاجراءات الامنية في مطارهوضمن حدود اجوائه والعمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المنظمة، بما يتوافق مع قوانين الطيران المدني اللبنانية المعتمدة وتحت سقفسيادته على كامل اراضيه وضمن حدود قدرته وامكاناته . كما نؤكد استمرار لبنان بمتابعة عن كثب، برامج التدقيق لمنظومات الأمن والسلامةوالملاحة الجوية وحرصه على المساهمة في تطوير افق التعاون مع مكتب التعاون الفني Technical Cooperation Bureau حيثنسعى – نظراً للتجارب الناجحة سابقاً- الى تنفيذ العديد من المشاريع المستقبلية حسب بنود الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة معهم ونأملفي تطويرها لتشمل في القريب العاجل تحصين ودعم خدمات الملاحة الجوية وعامليها ومساعدة سلطات الطيران المدني في تنفيذ العديد منالمشاريع والخدمات الضرورية للحفاظ على سلامة وأمن الحركة الجوية والعمل على التحسين المستمر لمستوى الخدمات في المطار وفيقطاع الطيران اللبناني في شكل عام”.
وتابع حمية: “لقد شكل لبنان، من خلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي، همزة وصل بين الشرق والغرب، عبر التاريخ القديم والحديث، إن منخلال موانئه، أو من خلال مطاره الدولي، وبالرغم من تحرير معظم ارضه عام 2000، بقيت حدوده مستباحة لطائرات العدو الاسرائيلي،والتي تقوم بشكل شبه يومي بخرقها، واحياناً الاقتراب من الطائرات المدنية التي تعبر الاجواء او تستخدم المطار، كما انها قامت مؤخراً بشنغارات بالصواريخ على الاراضي السورية انطلاقاً من الاجواء اللبنانية غير آبهة لما قد تؤدي اعمالها العدائية الى تعريض سلامة الطائراتالمدنية التابعة لجميع شركات الطيران العالمية للخطر. وفي هذا الاطار، وفقاً لتقرير صادر عن قيادة الجيش اللبناني في ايلول 2022،حصل 10887 خرقاً جوياً اسرائيلياً معادياً خلال الاعوام العشرة الاخيرة”.
وقال: “انطلاقاً مما تقدم، واستناداً الى الدور المنوط بالايكاو، وعملاً باتفاقية شيكاغو والقوانين ذات الصلة:
– يؤكد لبنان أن هذه الانتهاكات تشكل انتهاكاً لمعاهدة شيكاغو، لا سيما المادة الأولى التي تؤكد على السيادة الحصرية والكاملة للدول علىمجالها الجوي.
“The contracting states recognize that every state has complete and exclusive sovereignty over the air space above its territory”
– يذكّر لبنان الدول الاعضاء بمسؤوليتها للتصدي لأي مخاطر قد تهدد الطيران المدني في مجالاتها الجوية.
– يطالب لبنان بدعم مطالبه المحقة المتمثلة باحترام سيادة اجوائه ووقف الخروقات والتعديات الاسرائيلية التي تهدد سلامة الحركة الجوية فيالاجواء اللبنانية، لأن هذه الخروقات تشكل خطراً على الطائرات والمسافرين على حد سواء وعلى سكان الاراضي اللبنانية في حال تسببهاباي حادث للطيران.
– يطالب لبنان بتحميل العدو الاسرائيلي المعتدي المسؤولية الكاملة المعنوية والمادية المباشرة وغير المباشرة عن اي حادثة سوف تسببهخروقاته لاجوائنا السيادية، واتخاذ الاجراءات الرادعة وصدور الادانة الواضحة والصريحة من قبل المنظمة”.
وختم حمية: “نحن على ثقة بحسن تفهمكم للدوافع التي استدعت طرح موضوع الخروقات الجوية في هذه الدورة للجمعية العمومية، آملينباتخاذ الموقف المناسب لمعالجة الموضوع الذي لم يعد يحتمل اي تأجيل. واؤكد حرص لبنان على تعزيز التعاون مع منظمة الطيران المدنيالدولي، من اجل ضمان نقل جوي آمن ومستدام”.