زياد الزين_ ليبانون تايمز
كنت حينها متمسكا بطاولتي على مقعد الدراسة، نجحت في حجز المقعد مسرورا بالمصروف اليومي المتعارف عليه “الخرجية” ومواظبا على المنقوشة. أقصى ما يعنيني أن يدق الجرس مع كزدورة “الفرصة”.
ثمة مشهد آخر في عالم آخر، ورود في ربيع العمر تخلوا عن الحقوق وتبنوا بالكامل فروض الواجبات. نحن للدنيا وهم للدين انتصارا للحق مع الالتحاق بالركب العابر لعبث الأيام.
وكان المشوار الذي دق المسمار الأول في نعش الحلم الإسرائيلي. خلدة ليست مسكنا لخمس نجوم، خلدة الرصد والمتابعة والجهاد والصبر والصمود ، خلدة أرقى من كل مفردات التاريخ . تعرف عن نفسها بيوميات من انتصارات تراكمت لتتحول مشروعا شرعيا في مفهوم الدم المنتصر على السيف رغم انها حجبت نفسها عن لغة التكاثف التظهيري. الأهم انها حصلت لنفسها شرعة حقوق الإنسان في الوعي الناضج والضمير الحي وتأهيل الفكر المنفتح على قضايا التحرير والعدالة. خرج الحسينيون لا لتسجيل هدف في مرمى بل لإصلاح الهلاك والجبن المسيطران المتحكمان بنبض الأمة ووجدانها.
خلدة عصب المقاومة ومن دون العصبيات. نعود اليها كمرجعية لمدرسة خرجت أجيال مقاومة تناوبت على الدور والمواقع ورسمت خارطة طريق لتحرير الأرض من الاحتلال والانسان من عقدة اللسان. خلدة انت نيسان أيامنا، عبير اليقظة تسقط السبات العقيم والعميق. لك منا القسم معطوفا على كل انتصار، لك منا صلاة السماء، انت النجم الذي لا يغيب والشمس مكورة يمر السحاب عندك بحياء وخجل قبل كل ذلك اليك الانتماء.