أشار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، إلى “أننا اليوم في لحظة مفصلية في التعليم. أمامنا مهمات كبرى للسنة الدراسية المقبلة، ولا بد من الاخذ بالاعتبار أننا في قلب الازمة التي تمر بها البلاد لا بل الانهيار الذي فتك بكل القطاعات. أقول ونحن اليوم نكرم المتفوقين في الشهادات الرسمية إننا تمكنا من عبور استحقاق الامتحانات الرسمية ونجحنا في إنقاذ العام الدراسي خصوصاً في التعليم الرسمي، بعد تعويض جزء مهم واساسي من الفاقد التعليمي. لقد شكلت الامتحانات الرسمية بالنسبة إلينا محطة مفصلية يمكن الارتكاز إليها لمواجهة المعضلات التي ستواجهنا لاحقاً وقد بدأت تطل براسها حيث نشهد تعطيلاً لكل القطاعات ومزيداً من الانهيارات، الامر الذي يستدعي خططاً عاجلة لتأمين انطلاقة سليمة للسنة الدراسية المقبلة وتوفير المستلزمات والمقومات المالية لتمكين المؤسسات التربوية من القيام برسالتها التربوية”.
وأضاف خلال تكريم رابطة المدارس الإنجيليّة في لبنان طلاّبها المتفوّقين بإحتفال اقيم في مركز ضهور شوير الإنجيلي في عين القسيس: “لقد تعاملت في التربية بكل انفتاح وتواصلت مع الجميع لتذليل كل العقبات التي تواجه التربية والتعليم. في منتصف العام الدراسي الماضي حسمنا خيارنا بالعودة الى التعليم الحضوري، وهو كان خياراً وحيداً للتعويض بعد حل مطالب الاساتذة في التعليم الرسمي، ومنه سلكنا خط إجراء الامتحانات الرسمية التي تُعتبر انجازاً بكل المقاييس في الظروف الصعبة والمعقدة. ومن هذا الإصرار لن أسمح بتعطيل التعليم أو فرملة انطلاق الدراسة، فكما عملنا مع الجهات المانحة وتمكنا من تأمين الدعم للأساتذة بالتوازي مع تقديمات الدولة ومساعداتها الاجتماعية وبدلات النقل مع الامل بأن تشرّف الدولة تعهداتها تجاه المستفدين سنستمر في هذا الأداء إلى آخر يوم من وجودنا في الوزارة لإنقاذ التعليم وتطويره وتحديثه بعيداً من التعطيل ومعه الإضرابات التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من شرذمة القطاعات وتطيح بالمؤسسات على رغم الحق في المطالب جراء الأزمة الخانقة”.
ولفت الحلبي، إلى “أنني أشدد في هذا السياق، ومن خلفية الحرص على التعليم الخاص إلى جانب التعليم الرسمي، على أن تبقى الأقساط بالليرة اللبنانية وفق ما ينص عليه القانون 515، وهذا الأمر يرتبط بالعدالة واستمرار التعليم واستقطاب التلامذة، فالوقت ليس للربح انما للصمود، والخوف هو أن يتسرب قسم من أولادنا لعجز أهاليهم عن الدفع بالدولار الفريش، وأيضاً لعجز المدرسة الرسمية في وضعها الحالي عن استيعاب التلامذة. الاهم أن نحافظ على تلامذتنا وبينهم الكثير من المتفوقين وهذا ما أظهرته الامتحانات الرسمية الاخيرة، ونحافظ أيضاً على المدرسة وأن نقدم صورة مختلفة ونموذجاً أخلاقياً يكرس قيم المدرسة التي اعتدنا عليها”.
وأكد الحلبي، أن “الأزمة ايضاً طاولت المدرسة الخاصة. المشكلة الاكبر المالية والاقتصادية انعكست على الأهل والأساتذة، ومشكلة الأقساط التي لا يستطيع الأهالي تحملها، وفي المقابل لا تتمكن المدرسة من الاستمرار من دون تمويل. ولذلك إني مستمر بالعمل على توفير الدعم وتأمين حقوق كل المكونات في المدرسة الخاصة من معلمين وأهل وإدارات. إنني أعتبر المدرسة الخاصة ركناً أساسياً في التعليم، ويهمني التأكيد على حمايتها أيضاً، فأي خلل في قطاع بين الرسمي أو الخاص ينعكس حكماً على الثاني ويتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها. والاهم بالنسبة إلينا في التربية اليوم هو تحدي الاستمرار، فعدم الاستقرار في التدريس يؤدي إلى نشوء سلبيات كثيرة وفاقد تعليمي وتدنٍ في النوعية”.