اعتبر إمام النبطية سماحة الشيخ عبد الحسين صادق في كلمة له خلال المجلس العاشورائي الجامع في المدينة أن “الاحزان، مهما كانت قاسية، عادة تذوب تدريجاً وتنتهي مع الايام أما احزان عاشوراء فراحت تنمو وتتجدد مع الزمن وتدخل قلوب غير الشيعة. فسرّ هذا التجدد نجده –بادئاً-، في حب السماء المفتوح للحسين (ع) صائنِ رسالتها التي شارفت على الذبول والموت في ظل الحكم الاموي، فأعاد اليها الحياة والنضارة حين سقاها بدمه ودماء ابنائه واهل بيته .. أعطى الحسين كل ما عنده للّه فأعطته السماء بغير حساب. ثانياً السر في تجدد ونمو مدرسة كربلاء التي حملتها الاحزان والشعائر المباركة على أجنحتها القوية هو ما تزخر به هذه المدرسة من قيم ومعانٍ ومواقفَ إنسانيةٍ راقية لا نظير لها في نصرة الحق ونشدان الحرية والعدالة ما يجذب وجدانَ كلَّ حرّ وغيور في العالم”.
واشار الى ان “مدينة النبطية ترفع شعار “ملاذنا حسين” في موسم أحزانها العاشورائية لهذا العام لما لمسته من بركات الحسين وعنايته الغيبية بها على امتداد تاريخها وعموم أحداثها.. ولأنها مع ما يعانيه بلدنا وأهلنا من أزمةٍ بل انهيارٍ غير مسبوق في اقتصاده ومؤسساته وكيانه تلوذُ بسيد الشهداء عليه السلام بعد أن يأست من أداء أهل الحكم وثرثراتهم الاعلامية وحرفيّتهم في التنصل من مسؤولياتهم”. لافتاً الى أنه “لا نعني باللوذ دعوةً للجوء الى الدعاء وحدهُ، على أهميته واعتقادنا بعظيم أثره ، بل دعوةٌ للأتصاق بالمدرسة الحسينية والاستلهام من دروسها ومواقف بطلها –ارواحنا فداه – العزيمةَ والثبات والكبرياء ورفض الظلم ومحاربة الانحراف والفساد.”
واكد “بانه انطلاقاً من قيمنا الحسينية المباركة هذه وهي المثل الاعلى للقيم الانسانية والوطنية، نقف مع مقاومتنا البطلة في نضالها لانتزاع وصون حقوقنا النفطية. وجدير بكل مكونات الوطن وابنائه الالتفاف حولها وشد ساعدها في هذا النضال فما ستعود به من ثروة سيفيد منه كل اللبنانيين وسيكون لخير الوطن كل الوطن”. وأضاف: “تدعونا قيم كربلاء أن لا نستكين ولا نتهاون في محاسبة الفاسدين اياً كانت هوياتهم السياسية والاجتماعية. واذا كانت الحرب العسكرية أهونَ من الذُلَّ، وهو الحق، فإن محاربةَ الفاسدين أياً كانت المحاذير أهونُ من طوابير القهر أمام أبواب المخابز”.
ولفت الى ان “قيم كربلاء، تدعو كبار التّجار وبالخصوص بعض الذين يحضرون مجالس أبي عبد الله ويبذلون على حبّهِ ربما، أن يحملوا دروس تلك المجالس الى مسلكياتهم وتجارتهم، فيرحموا المواطن المسحوق ولا يستغلوا الأزمة لمضاعفة أرباحهم على حساب قوته وضرورات حياته اليومية وكرامة عيشه، وأن لا ينظروا الى عاشوراء كمحطةٍ لتكفير ذنوبهم يعودون بعدها الى سابق عهدهم، بل الصواب أن ينظروا وننظر اليها جميعاً كمدرسةً تمرسنا على الاستقامة في الحياة وحب الخير والايثار”.
ودعا “من مدرسة كربلاء وبطلتها زينب (ع) أيقونة الطُهر والعفاف نستلهم عزيزاتنا وبناتنا رعايةَ حُرمةِ هذه الذكرى وجلالِها وتَمَثُلَ مولاتهنّ زينب في مراعاة حجابهن واحتشامهن، فإن لم يكن ذلك إلتزاماً منهن بالحُكم الشرعي فليكن حُسنَ خُلق وأدبٍ كضيفات على عزاء حبيبهنّ الحسين عليه السلام”.
واعلن اطلاق بادرة “ساقي العطاشى” بالقول: “ايها الاحبة الموالون بين الماء وعاشوراء صلةٌ وشجىً أزلي وقد اعتدنا أن لا تبتلّ عروقنا إلا بذكرنا عطش الحسين مرددين بعد كل شربةِ ماءٍ (لعن الله مَن ظلمك سيدي ابا عبد الله)
بإسم ملاذنا الحسين(ع) وساقي عطاشاه أخيه العباس عليه السلام وبمباركة ومساهمةٍ أبوية من مرجع الأمّة الأعلى سماحة السيد علي السيستاني دام ظله الشريف وتأييد ٍ من دولة الرئيس نبيه بري، نُطلق مبادرة “ساقي العطاشى” لجمع التبرعات دعماً لمشروع تزويد آبار فخر الدين بالطاقة الشمسية لاستجرار المياه الى أحياء مدينة النبطية وكفرجوز كمرحلة أولى عسى ان توفق المبادرة لتشمل باقي البلدات المجاورة العزيزة باذنه تعالى، وسيتم تنسيق خطوات المشروع مع نائب المدينة الحاج ناصر جابر وبلديتها الموقرة والجهات الكريمة المعنية”.